بعد تراجع عوائدها وتأثر أرباحها
تؤكد المقارنة السريعة بين عروض شركات المحمول خلال شهر رمضان الحالى وبين عروضها خلال العام الماضى تراجع الشركات عن سياسة تكسير العظام والمنافسة على تخفيض سعر دقيقة المحمول، والتى نتج عنها تراجع كبير فى عوائد الشركات وأرباحها، جعلها تتجنب الخوض فى منافسات سعرية هذا العام.
المقارنة تمتد إلى مستوى الإعلانات التجارية والحملات الدعائية التى اختلفت كثيرا عن العام الماضى، فباستثناء إعلان واحد استعانت فيه الشركة المعلنه بعدد من النجوم نادرا ما يجتمعون فى إعلان واحد اتبعت الشركات سياسة التخفيف ولم تطلق حملات كبيرة ومكلفة كما شهدت الأعوام الماضية.
«الخطط الإعلانية للشركات الثلاث كانت متقاربة هذا العام بعد أن تعلمت الدرس من التجربة التى حدثت فى رمضان الماضى» يقول خالد حجازى، رئيس قسم العلاقات الخارجية والحكومية بشركة فودافون مصر الذى يرى أن قواعد وحسابات المنافسة كانت السبب وراء اتخاذ سياسة عرض متقاربة.
وكانت المنافسة بين شركات المحمول الثلاث قد شهدت اعلى مستوياتها فى رمضان 2009 وأدت إلى انخفاض سعر الدقيقة لأدنى مستوياتها ــ نحو 3 قروش ــ وهو ما دعا جهاز تنظيم الاتصالات إلى التدخل رافضا أن يتم تقديم عروض أقل من تكلفة الدقيقة الحقيقية تؤدى إلى إغراق السوق، ووجهت وزارة الاتصالات إنذار شديد اللهجة للشركات محذرة من نتائج سياسة حرق الأسعار على السوق المحلية، وذلك قبل أن يقوم الجهاز فى يناير الماضى بإطلاق يد الشركات فى تقديم العروض وتحديد السياسة السعرية لها.
و تقول جريدة الشروق القاهرية إنه رغم القرار اختلف المشهد هذا العام تماما بعد أن منيت الشركات بانخفاض شديد فى إيراداتها دفع بها لعدم تكرار سيناريو حرق الأسعار وتخفيف حدة المنافسة فيما بينها، لذلك ابتعدت الشركات خلال عروض هذا العام عن تخفيض سعر الدقيقة لأكثر من المعدلات التى وصلت إليها وقامت بالتركيز على عروض القيمة المضافة والتى تسمح بدقائق مجانية أو طرق محاسبة جديدة أبرزها الحساب بالثانية.
«تناقص عوائد الخدمات الصوتية» السبب الرئيسى وراء اختلاف العروض الترويجية لرمضان هذا العام مقارنة بالعام الماضى بحسب أحد المسئولين فى شركة موبينيل الذى أقر أن المنافسة شهدت نوعا من الاستقرار بسبب تراجع نتائج أعمال الشركات وتراجع نمو السوق.
هذا ويؤكد حاتم دويدار، الرئيس التنفيذى لشركة فودافون مصر، أن بطء نمو مشتركى المحمول كان السبب الرئيسى وراء الحد من تخفيض الأسعار هذا العام.
«صعوبة ضم شريحة كبيرة من المشتركين مع اقتراب السوق من التشبع، يحد من تخفيض سعر الدقيقة عن الحد الذى وصلت إليه حتى لا تتعرض شركات المحمول إلى الخسائر» تبعا لدويدار الذى أضاف أن شركته كانت تضطر من قبل إلى الخوض فى المنافسات السعرية على الرغم من اعتراضها للحفاظ على العملاء.
وبحسب خبراء فإن نظام الحساب بالثانية الذى أطلقته شركة اتصالات مصر قد ارتفع بسعر الدقيقة لأكثر من معدلاتها التى استقرت عليه، وتقتصر ميزاته على العملاء الذين لا يتحدثون فى التليفون المحمول لفترات كبيرة ولا يزيد استخدامهم على دقيقة أو دقيقتين.
وبحسبة بسيطة سنجد أن نظام المحاسبة بالثانية الذى تتبناه الآن كل من من فودافون واتصالات مصر يبدأ من منتصف الليل إلى السادسة مساء ويصل سعر الثانية إلى 3 ملاليم بالنهار لتصل الدقيقة إلى 18 قرشا، وترتفع فى فترة الليل إلى 4 ملاليم ليصل سعر الدقيقة إلى 24 قرشا.
أما شركة «موبينيل» فطرحت عرض أحكى طول النهار ببلاش للمتحدثين فى شبكة موبينيل وبتكلفة تصل إلى 19 قرشا للدقيقة من موبينيل لأى شبكة أخرى.
ومع اقتراب موسم العيد والذى يكثر فيه السفر بدأت الشركات الإفصاح عن عروض التجوال والدولى التى انتهجت خلالها نفس السياسة وابتعدت عن التلاعب بالأسعار وقصرت المنافسة على عدد الدقائق المجانية المضافة، فى حين شهد العام الماضى انخفاض دقيقة التجوال لأدنى مستوياتها بالإضافة إلى توحيد سعر دقيقة الدولى فى بعض العروض.
وجدير بالذكر أن عدد مشتركى المحمول فى مصر حسب إحصاءات الربع الأول من العام الحالى يصل إلى 58 مليون مشترك.