عمرو خالد : أخلاق المصريين تحتاج إلى إعادة تشغيل "Restart"
بنت الاسلام- عضــو فضــى
- حالتك ايه دلوقتى ؟ :
العمر : 37
عدد المشاركات : 1158
العمل/الترفيه : network and security engineer
التقييم : 260
اعتاد الداعية الإسلامى الشاب عمرو خالد أن يفتح بابا للجدل أثناء عرض برنامجه مع بداية شهر رمضان من كل عام، فبعد الجدل الكبير الذى أثير بعد تناول خالد لتاريخ اليهود ونبى الله موسى فى برنامج «قصص الأنبياء»، الذى عرض فى رمضان الماضى، أثار الداعية الشاب جدلا جديدا من خلال برنامج «رحلة للسعادة»، الذى اتهمه بعض المتابعين بأنه وسيلة لتخدير الناس وإلهائهم عن واقعهم السياسى من خلال حديثه عن الجنة بشكل مبالغ فيه. خالد تعهد بفتح مجال كبير للجدل خلال رمضان المقبل من خلال برنامج جديد يتناول فيه قصة نبى الله عيسى. خالد ألقى بحجر من المتوقع أن يحرك الكثير فى المياه فى صفوف جماعة الإخوان المسلمين، وأكد أن منع المرأة وغير المسلم مخالف لسيرة النبى وصحابته، الذين وصلت المرأة فى عهدهم لتولى منصب يعادل الوزارة فى وقتنا الحالى، وهو ما يخالف ما جاء فى البرنامج السياسى للجماعة، الذى قصر الولاية الكبرى «رئاسة الدولة» على الذكر المسلم فقط، ونفى خالد ما تردد فى الآونة الأخيرة عن استدعائه من قبل جهاز أمنى بشأن سؤاله عن موقفه من جمال مبارك وإلى نص الحوار. ما الذى يريد عمرو خالد تحقيقه من وراء برنامج رحلة للسعادة؟ ــ أريد تجديد همة جيل من الشباب والبنات ليكونوا أكثر قدرة على مواجهة مشاكلهم الاجتماعية بروح يملؤها الأمل والتفاؤل والاستعداد للنجاح فلا يوجد إنسان يستطيع أن يحقق النجاح فى هذه الحياة ووسط هذه المشاكل الصارخة، وهو مكبل بقيود من الأحزان والشعور بالإحباط والفراغ، فكان لابد أن نستغل فرصة رمضان الروحانية والإيمانية ونعطى دفعة أمل كبيرة وثقة فى النفس وتفاؤل وطاقة نفسية وعقلية وروحية ليكون أكثر قدرة على النجاح ومواجهة مشاكله. وأنا أعتقد أن هناك مهمومين وأصحاب مشاكل ومكتئبين بأعداد ضخمة فى عالمنا العربى لأسباب كثيرة اجتماعية وسياسية، وهؤلاء هم وقود أى أمة، وهذا الوقود يخفت ويحتاج إلى طاقة إشعال، فالبرنامج ليس فكرة جديدة للإطلاق وإنما وقود لانطلاقة جديدة. ما الحلم الذى تسعى لتحقيقه فى إطار الحديث عن الأحلام والطموح؟ ــ بشكل عام هو حلم خاص بالأمة الإسلامية اسمه «نهضة أمة»، وبالنسبة لمصر فأنا لدىّ حلمان، أحدهما خاص بالتعليم والثانى خاص بالأخلاق، فبالنسبة للتعليم نفسى أن يتحول التعليم من تلقينى إلى تعليم قائم على البحث، وبالنسبة للأخلاق فهى تحتاج إلى عملية «restart» مثل التى يتم إجراؤها للكمبيوتر لما «يهنّج» ، فالأخلاق فى بلادنا تحتاج إلى منظومة قيمية جديدة، نحن فى هذه الأيام نسمع عن كهرباء ومياه تنقطع فنقول إن البنية التحتية بها مشاكل، وأنا هنا أحب أن أؤكد على شىء مهم للغاية، وهو أن البنية التحتية ليست كهرباء ومياها، فالبنية التحتية لأى دولة هى الأخلاق ونحن فى حاجة إلى أخلاق؟ هناك اتهامات موجهة لبرنامج رحلة للسعادة بأنه برنامج تخديرى يسعى لإلهاء الناس عن الواقع السياسى بشكل مقصود؟ ــ هذا غير صحيح.. أريدك أن تتخيل أن هناك شخصين عندهما نفس المشاكل المادية ونفس الظروف الصعبة، وأحدهما محبط والثانى عنده أمل، أيهما سيكون أكثر قدرة على النجاح أكيد من يملك الأمل، ثانيا نحن أصابنا التعب فى الخمس سنوات الماضية من ثقافة البكاء والتألم لأحوالنا.. ولا أحد يقدم حلولا. . أنا جئت أقدم حلا، وأقول: أنا سأعطى طاقة نفسية وروحية وطاقة فى أفكار تضعها أمام عينيك بمعنى طاقة عقلية تستعين بها على مواجهة مشاكلك المادية «مش باقول خدها ونام». وعندما تكلمت عن الجنة فوجئت بالبعض يقول إنى أخدر الناس بالجنة أنا قلت فى الحلقة إن الرسول عمره ما ذكر الجنة إلا لإصلاح الحياة فلم يأت حديث للنبى يذكر فيه الجنة إلا وربطه بإصلاح الدنيا لتحصل على الجنة يجب أن تصلح الدنيا، فيقول: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له طريقا إلى الجنة»، ويقول: «الجنة تحت أقدام الأمهات»، وهذه طريقة إصلاح، فثقافة البكاء دون تقديم حلول مزيد من الإحباط وأنا رجل عملى لم أخدر، وهذا ليس معناه أنى ألغى دور البرامج والجرائد التى توضح مشاكل الناس. كثر الجدل حول توصيفك.. فالبعض يقول إنك مصلح والبعض يقول داعية فكيف ترى نفسك؟ ــ أنا داعية مصلح.. فلو رجعنا لدور الداعية الصحيح الذى من المفروض أن يكون عليه هى فكرة الإصلاح الاجتماعى، وتستطيع أن تسمينى داعية إصلاح، أنا هدفى واضح جدا بالنسبة لى جدا مشروع الخير والإصلاح. ستكمل برنامج قصص القرآن مع قصة سيدنا عيسى ألا تخشى أن يثير البرنامج جدلا وغضبا من قبل الأقباط بالإضافة إلى أن هناك مشكلة فى التصوير داخل مصر؟ ــ أولا نحن ما زلنا فى رمضان 2010 وبرنامج سيدنا عيسى سيكون فى رمضان 2011، ولكن بلا شك سيكون هناك جدل، فهناك نقاط ليست سهلة وشائكة ومحتاجة لعمق فى العرض والتفسير، ولكنى أرى أن التصور الذى سأعرض به القصة سيحمل تأثيرا كبيرا إيجابيا لكل الأطراف وأنا أذكر عندما عرضنا قصة السيدة مريم فى قصص القرآن العام الماضى فوجئت بأمهات مسلمات وأمهات مسيحيات اتصلن بى قلن لى إننا كن حوامل وأطلقنا اسم مريم على بناتنا، ورد الفعل هذا جاءنى من أم مسيحية وأخرى مسلمة لأنى عرضت الحقيقة عن السيدة مريم، وكنت وقتها أركز على كلمة كونى مريمية فوجدت فتيات من الديانتين يقابلنى ويقولن لى إنى مريمية. أما فيما يخص معضلة المكان أنا صوّرت برنامج «مجددون» أسفل سفح الهرم، فالأماكن ليست مشكلة كبيرة لى خاصة أن الأماكن متاحة فى دول أخرى. أما المشكلة الرئيسية فهى فى التواصل مع الناس فأنا ممنوع وما زلت ممنوعا، وأنا أقولها الآن أمام الجميع «هاتلى» دعوة فى أى مكان فى مصر فى نادٍ، فى مسجد فى الصعيد فى إسكندرية فى جامعة أى مكان وأنا آجى بكره. طرحت فى برنامج رحلة للسعادة تساؤلا هل هناك بلد سعيد وآخر غير سعيد وأنا هنا أكرره عليك؟ ــ أنا كنت أتساءل: هل السعادة موضوع فردى أم موضوع جماعى بمعنى أدق هل لو واحد نزل ميدان التحرير مبتسما ووجد جميع الناس مكتئبين هل هذا الشخص يستطيع أن يستمر سعيدا وحده هكذا.. أقول مستحيل لأن السعادة موضوع يتأثر بالمجموع ، فبالتالى انعكاس حالة العائلة ومناخ العمل والبلد على الفرد فى موضوع شعوره بالتعاسة والشقاء ضخم جدا، وبالتالى وبناء على هذا الكلام عندما يكون الجو المحيط بالفرد غير سعيد فسيكون هو أكيد تعيسا.. وهذا يجعلنا نطرح سؤالا: هل الأغنياء فى مصر سعداء وسط هذا الكم الكبير من حالات الفقر والاحتياج، أنا أعتقد لو فيه غنى فى مصر بيعيش سعيدا فى ظل هذه الأحوال فهو مش طبيعى، وهذا الكلام له أثر فى كلام النبى، الذى قال: لا يبيت أحدكم وجاره جائع، وأقول: أيها الغنى تريد أن تكون سعيدا «أسعد من حولك تسعد» فنحن كان عندنا حلقة بمعنى كن إنسانا.. لن يسعد من يعيش لنفسه، فالغنى الذى يعيش وينسى المحتاجين فى بلده لن يكون سعيدا، وأنا أعتقد أن التكافل الاجتماعى سيكون سببا فى استمرار الحياة فى بلدنا لناس كتير. رمضان هذا العام يشهد عددا كبيرا من المسلسلات والبرامج كيف ترى اللغة التى تستخدمها هذه البرامج؟ ــ ليس لدىّ مشكلة مع كم البرامج والمسلسلات لأن هذه هى طبيعة الصيف ولكن عندى مشكلة فى المحتوى، الذى لم يراع قدسية الشهر ولا مشاعر الصائمين وعرضت لقطات وأفكارا تنافى تقاليد الصائمين فى شهر رمضان، ففوجئنا بمسلسل تنتقل فيه المرأة بين أزواجها بشكل لا يليق، ومسلسل سيت كوم يذكر فيه كلاما ومصطلحات لا تليق وأصبح المذيع الشاطر هو الذى يستفز الضيوف حتى يفتعل مشاداة و«خناقة» لتحقيق مشاهدة عالية.. ولكنه لا يعلم أنه بذلك أفسد جيلا، وهنا أتوجه بصرخة لأصحاب القنوات بأن يتوقفوا عن عرض مثل هذه النوعية، وكذلك على وكالات الإعلان وقف الإعلان فى هذه البرامج لأن التاريخ لن يرحم أحدا، وسيحملون وزر إفساد أخلاق جيل بأكمله. كثرت فى مصر حالات الانتحار فى الآونة الأخيرة كيف ترى أبعادها وأسبابها وعلاجها؟ ــ أنا لست مع أنها كثرت.. ولكن أقول إنها بدأت تظهر فهى نوع من فقد الأمل واليأس مع غياب القدوة لأن بيوتا كثيرة أصبحت مفككة، وهؤلاء الشباب مساكين لأنهم لا يجدون من يسمعهم، وأنا هنا لا أحاول أن أجد لهم مبررا ولكن أشرح للأسباب فقط، فالشباب فى بلادنا فى حاجة إلى رعاية أكثر من ذلك، فلا أحد يسمع للشباب فى بلادنا ولا أحد يراهم أو يمد لهم يده، ويقول لهم: نحن نسمعكم ونحترمكم، فالأصل فى الشباب هو الطموح وليس اليأس، ولكن هناك أمواجا كبيرة تكسر هذا الطموح أهمها غياب البعد العائلى، وأصبح الدور الاجتماعى ضعيفا، وأوجه لهم رسالة إياكم واليأس وطول ما فيك قوة «عافر» وحاول. هناك جماعات تضع عوائق أمام أحلام بعض فئات المجتمع فمنهم جماعة يمنعون المرأة والقبطى من الوصول للرئاسة فما رأيك فى ذلك؟ ــ أود أن أبدأ بشىء مهم وهو أن هناك شيئا مهما جدا وهو المواطنة، وهذه الكلمة برغم أنها كلمة حديثة، مفادها أن كل المواطنين فى المجتمع لهم جميع الحقوق وعليهم جميع الواجبات وهم سواء، فالبرغم من حداثتها فإن تطبيقها ومفهومها بعمق قادم من عصر النبوة ، وأنا أعتقد أن المواطنة هى ما فعله النبى مع اليهود والنساء فى المدينة، حيث قال عمر ابن الخطاب: «والله ما كان للنساء شىء حتى جاء الإسلام فأمر لهم بما أمر وأعطاهم ما أعطى» فى وقت لم يكن لهم أى شىء، كما أن هناك حادثة نبوية أستدل دائما بها، فالنبى عندما هاجر للمدينة لم يهاجر معه جميع المسلمين ولكن ظل بعضهم فى مكة، وهنا سؤال يطرح نفسه، فهل النبى استخدم هؤلاء لعمل قلاقل فى مكة ليستفيد منها سياسيا ، أؤكد لم تحدث ولا حادثة واحدة على الرغم من أنه كان فى حرب مع مكة، وكان لسان حاله يقول ندخل حربا وجها لوجه، ولا نحدث قلاقل بهذه الصورة، فالنبى احترم وجود هؤلاء المواطنين فى هذا المجتمع. كما أنه فى عهد عمر بن الخطاب كانت هناك سيدة اسمها الشفاء بنت عبدالله كانت المسئولة عن الأسواق بدرجة وزير، كما أن المصحف الذى كان دستور الأمة أول نسخة كتبت منه كانت محفوظة فى بيت السيدة حفصة ليعلمونا القيمة والمكانة، وأؤكد أن منع المرأة أو غير المسلم من حقوقهم فى المواطنة غير صحيح وغير منطبق مع سيرة النبى.
لا يوجد حالياً أي تعليق