بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ضرب الرئيس مبارك مثالاً يحتذي عندما قرر فتح منفذ رفح لمدة غير محددة لإدخال المعونات الطبية والإنسانية اللازمة لقطاع غزة واستقبال الحالات الحرجة والمرضي.
فتح معبر رفح أكد عدة أهداف حققها الرئيس مبارك بضربة واحدة أو طلعة جوية متقنة قطعت الطريق علي التلاسن الذي يحلو للبعض أن يردده كل حين عن مصر وانتقاد قراراتها السياسية والزعم بأنها صارت تنسق مع إسرائيل لحصار وخنق الفلسطينيين. لذلك حمل القرار عدة رسائل أهمها:
أولاً: قطع الطريق علي من يحاول الزج باسم مصر في حصار الفلسطينيين في قطاع غزة والربط بين حصار تل أبيب البحري وحصار القاهرة البري للفلسطينيين.
ثانياً: القرار تأكيد علي أن فتح المعبر لا يعني انتهاء حصار الفلسطينيين. فإسرائيل مازالت متمسكة بإحكام حصارها البحري علي سواحل غزة.. غزة مازالت تحت الاحتلال وبالتالي فليس لها مياه إقليمية أو غير ذلك.. إسرائيل أيضاً تتحكم في خمسة معابر منها العوجة والمنطار وكارني واريز وكرم أبوسالم ولا أحد يتكلم عنها مع أن بعضها مخصص لعبور المعونات مثل كرم أبوسالم الذي تتصل مصر بإسرائيل كثيراً لفتحه أمام المساعدات للفلسطينيين.
ثالثاً: القرار بفتح منفذ رفح فيه رسالة بليغة لكل المزايدين وادعياء العروبة والكارهين لمصر شعبا وحكومة وأولهم "حماس" وقياداتها الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً علي أن مصر تتعنت في فتح "رفح" لتخفيف الحصار عنهم.. الآن المعبر "مفتوح".. وثبت للعالم كله بعد الوحشية الإسرائيلية ضد أسطول الحرية من الذي يحاصر ومن الذي يمنع وصول المساعدات إلي غزة.
رابعاً: من أهم الرسائل التي حملها قرار الرئيس مبارك هو حث الفلسطينيين علي المصالحة. وضرورة أن يكون هناك تنسيق كامل بين "فتح" و"حماس".. لا يعقل أن يزداد تعنت حماس لرفض المصالحة الذي يصب في مصلحة تل أبيب.. ولا يمكن أن تستمر فتح في معاداة "حماس" في هذا التوقيت الحرج.. حماس أمامها فرصة "ذهبية" عليها أن تفطم نفسها من إيران وسوريا وغيرهما.. لابد أن يعود القرار ليكون فلسطينياً خالصاً.. لا ينفع أن تستفتي "حماس" طهران علي الشأن الفلسطيني.. ما هي حجة حماس الآن بعد فتح المعبر؟ أليس هذا أنسب وقت للمصالحة.. اللهم إلا إذا كان هناك "تنسيق" لا نعلمه بين إسرائيل وحماس لرفض المصالحة والمساهمة في إعاقة قطار السلام!!
خامساً: من أهم الرسائل أيضاً لفتح معبر رفح أن القرار المصري سيادي ليس له علاقة بقوي إقليمية أخري في المنطقة.. لا ننسق مع أحد.. ولا ننظر في مصالح أخري غير المصالح المصرية.
الأتراك والإخوان
للذين يتشدقون بالاتراك وما فعلوه وخصوصا انه يوجد عضو كتب عن تركيا اكثر من الاتراك انفسهم
لقد كان قرار الرئيس مبارك أمس الأول رداً عملياً علي الذين يتيهون فخراً بتركيا ودورها الرائد العظيم في الشرق الأوسط.. الأن ثبت انه.. لا غني عن مصر ودورها خصوصاً بالنسبة للقضية الفلسطينية.. كان رد الفعل التركي علي المجزرة الإسرائيلية بارداً جداً.. الأتراك استخدموا صيغ البلاغة العربية وكلماتنا الحماسية التي تستخدمها سوريا كثيراً في تهديد إسرائيل كلما انتهكت مجالها الجوي.. أنقرة وصفت إسرائيل بأنها لا تخجل وتنتهك القيم.. يافرحتي.. ليس هناك جديد في وصف إسرائيل.. ثبت للجميع أن تركيا التي أخذت أكبر قلم علي قفاها من إسرائيل لم تستطع أن تغضب.. لأن الغضب التركي لا يتم إلا طبقاً للبوصلة الأمريكية.. أنقرة خاضعة لقائدة حلف الأطلنطي والأخيرة بدورها خاضعة لإسرائيل.
أردوغان البطل التركي الذي أشدنا به ثبت أنه مثل كثير من حلفائه العرب في دمشق والدوحة وبيروت وغيرها لا يجيد سوي الكلام.. لا يستطيع أن يفعل شيئاً غيره وإلا نال غضب أمريكا.. وبرهنت قضية "أسطول الحرية" أن الدور التركي ليس إلا أضغاث أحلام ولغو حديث.. أما الدور المصري فباقي وراسخ.. ربما تصلح تركيا لاستعراض سياسي كما حدث في منتدي دافوس بعد انسحاب أردوغان.. لكنها لا تصلح لمعاداة واشنطن.. بعكس القاهرة التي رفضت عشرات من القرارات والطلبات الأمريكية.. مصر لا تعرف الأحلاف فهي صاحبة قرار مستقل وسيادي وليست خانعة كالدولة التركية التي قال نائب رئيس وزرائها إنه لا يجب علي أحد أن يتوقع منا قطع العلاقات مع إسرائيل أو إعلان الحرب عليها.
وتبقي عظمة القرار المصري في اتصال الأمن القومي المصري ورئيسه الوزير عمر سليمان بإسرائيل وإبلاغها بضرورة الإفراج عن المصريين اللذين تم اعتقالهما مع أسطول الحرية.. وشدد مسئولو الأمن القومي علي إطلاق سراحهما الفوري بدون تحقيق رغم أنهما ينتميان للإخوان المسلمين الذين طالما انتقدوا مصر وسياساتها التي زعموا أنها تتحالف مع تل أبيب..
د. محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب وزميله د. حازم فاروق المنتمي أيضاً للإخوان يحملان جوازات سفر مصرية.. والقيادة السياسية تعرف شرف الخصومة.. الانتماء السياسي لعضوي الإخوان المسلمين لا يعني أن نتركهما في أيدي سلطات تحقيق إسرائيل.. مصر تعرف كيف تصون كرامة مواطنيها إذا لم يكن هناك ما يدينهم أو صدرت ضدهم أحكام.. لذلك فعلي من يزايد في المستقبل أو يقول إن مصر انتهي دورها أو تتآمر ضد الفلسطينيين أن يقارن موقفها بمواقف غيرها الذين "نخّوا" من أول صفعة!
تحياتى للمصريين الشرفاء
لقد ضرب الرئيس مبارك مثالاً يحتذي عندما قرر فتح منفذ رفح لمدة غير محددة لإدخال المعونات الطبية والإنسانية اللازمة لقطاع غزة واستقبال الحالات الحرجة والمرضي.
فتح معبر رفح أكد عدة أهداف حققها الرئيس مبارك بضربة واحدة أو طلعة جوية متقنة قطعت الطريق علي التلاسن الذي يحلو للبعض أن يردده كل حين عن مصر وانتقاد قراراتها السياسية والزعم بأنها صارت تنسق مع إسرائيل لحصار وخنق الفلسطينيين. لذلك حمل القرار عدة رسائل أهمها:
أولاً: قطع الطريق علي من يحاول الزج باسم مصر في حصار الفلسطينيين في قطاع غزة والربط بين حصار تل أبيب البحري وحصار القاهرة البري للفلسطينيين.
ثانياً: القرار تأكيد علي أن فتح المعبر لا يعني انتهاء حصار الفلسطينيين. فإسرائيل مازالت متمسكة بإحكام حصارها البحري علي سواحل غزة.. غزة مازالت تحت الاحتلال وبالتالي فليس لها مياه إقليمية أو غير ذلك.. إسرائيل أيضاً تتحكم في خمسة معابر منها العوجة والمنطار وكارني واريز وكرم أبوسالم ولا أحد يتكلم عنها مع أن بعضها مخصص لعبور المعونات مثل كرم أبوسالم الذي تتصل مصر بإسرائيل كثيراً لفتحه أمام المساعدات للفلسطينيين.
ثالثاً: القرار بفتح منفذ رفح فيه رسالة بليغة لكل المزايدين وادعياء العروبة والكارهين لمصر شعبا وحكومة وأولهم "حماس" وقياداتها الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً علي أن مصر تتعنت في فتح "رفح" لتخفيف الحصار عنهم.. الآن المعبر "مفتوح".. وثبت للعالم كله بعد الوحشية الإسرائيلية ضد أسطول الحرية من الذي يحاصر ومن الذي يمنع وصول المساعدات إلي غزة.
رابعاً: من أهم الرسائل التي حملها قرار الرئيس مبارك هو حث الفلسطينيين علي المصالحة. وضرورة أن يكون هناك تنسيق كامل بين "فتح" و"حماس".. لا يعقل أن يزداد تعنت حماس لرفض المصالحة الذي يصب في مصلحة تل أبيب.. ولا يمكن أن تستمر فتح في معاداة "حماس" في هذا التوقيت الحرج.. حماس أمامها فرصة "ذهبية" عليها أن تفطم نفسها من إيران وسوريا وغيرهما.. لابد أن يعود القرار ليكون فلسطينياً خالصاً.. لا ينفع أن تستفتي "حماس" طهران علي الشأن الفلسطيني.. ما هي حجة حماس الآن بعد فتح المعبر؟ أليس هذا أنسب وقت للمصالحة.. اللهم إلا إذا كان هناك "تنسيق" لا نعلمه بين إسرائيل وحماس لرفض المصالحة والمساهمة في إعاقة قطار السلام!!
خامساً: من أهم الرسائل أيضاً لفتح معبر رفح أن القرار المصري سيادي ليس له علاقة بقوي إقليمية أخري في المنطقة.. لا ننسق مع أحد.. ولا ننظر في مصالح أخري غير المصالح المصرية.
الأتراك والإخوان
للذين يتشدقون بالاتراك وما فعلوه وخصوصا انه يوجد عضو كتب عن تركيا اكثر من الاتراك انفسهم
لقد كان قرار الرئيس مبارك أمس الأول رداً عملياً علي الذين يتيهون فخراً بتركيا ودورها الرائد العظيم في الشرق الأوسط.. الأن ثبت انه.. لا غني عن مصر ودورها خصوصاً بالنسبة للقضية الفلسطينية.. كان رد الفعل التركي علي المجزرة الإسرائيلية بارداً جداً.. الأتراك استخدموا صيغ البلاغة العربية وكلماتنا الحماسية التي تستخدمها سوريا كثيراً في تهديد إسرائيل كلما انتهكت مجالها الجوي.. أنقرة وصفت إسرائيل بأنها لا تخجل وتنتهك القيم.. يافرحتي.. ليس هناك جديد في وصف إسرائيل.. ثبت للجميع أن تركيا التي أخذت أكبر قلم علي قفاها من إسرائيل لم تستطع أن تغضب.. لأن الغضب التركي لا يتم إلا طبقاً للبوصلة الأمريكية.. أنقرة خاضعة لقائدة حلف الأطلنطي والأخيرة بدورها خاضعة لإسرائيل.
أردوغان البطل التركي الذي أشدنا به ثبت أنه مثل كثير من حلفائه العرب في دمشق والدوحة وبيروت وغيرها لا يجيد سوي الكلام.. لا يستطيع أن يفعل شيئاً غيره وإلا نال غضب أمريكا.. وبرهنت قضية "أسطول الحرية" أن الدور التركي ليس إلا أضغاث أحلام ولغو حديث.. أما الدور المصري فباقي وراسخ.. ربما تصلح تركيا لاستعراض سياسي كما حدث في منتدي دافوس بعد انسحاب أردوغان.. لكنها لا تصلح لمعاداة واشنطن.. بعكس القاهرة التي رفضت عشرات من القرارات والطلبات الأمريكية.. مصر لا تعرف الأحلاف فهي صاحبة قرار مستقل وسيادي وليست خانعة كالدولة التركية التي قال نائب رئيس وزرائها إنه لا يجب علي أحد أن يتوقع منا قطع العلاقات مع إسرائيل أو إعلان الحرب عليها.
وتبقي عظمة القرار المصري في اتصال الأمن القومي المصري ورئيسه الوزير عمر سليمان بإسرائيل وإبلاغها بضرورة الإفراج عن المصريين اللذين تم اعتقالهما مع أسطول الحرية.. وشدد مسئولو الأمن القومي علي إطلاق سراحهما الفوري بدون تحقيق رغم أنهما ينتميان للإخوان المسلمين الذين طالما انتقدوا مصر وسياساتها التي زعموا أنها تتحالف مع تل أبيب..
د. محمد البلتاجي عضو مجلس الشعب وزميله د. حازم فاروق المنتمي أيضاً للإخوان يحملان جوازات سفر مصرية.. والقيادة السياسية تعرف شرف الخصومة.. الانتماء السياسي لعضوي الإخوان المسلمين لا يعني أن نتركهما في أيدي سلطات تحقيق إسرائيل.. مصر تعرف كيف تصون كرامة مواطنيها إذا لم يكن هناك ما يدينهم أو صدرت ضدهم أحكام.. لذلك فعلي من يزايد في المستقبل أو يقول إن مصر انتهي دورها أو تتآمر ضد الفلسطينيين أن يقارن موقفها بمواقف غيرها الذين "نخّوا" من أول صفعة!
تحياتى للمصريين الشرفاء