ناسا تؤكد: العالم لن يتدمر
في 2012
انتشرت شائعة قوية تقول
بأن القيامة ستكون في شهر ديسمبر عام 2012 وأن العلماء يخفون معلومات حول
ظواهر كونية عنيفة......
وردتني أسئلة كثيرة حول العام 2012 وأن
العلماء يقولون بأنه ستحدث عواصف مدمرة وأن كويكباً عملاقاً سيضرب الأرض
وأن الرياح الشمسية ستعصف بالأرض... فما هي حقيقة الأمر؟
نحن كمسلمين نقول: لا يعلم متى تقوم
الساعة إلا الله تعالى! والعلم لن يصل إلى التنبؤ بنهاية العالم، لأن الله
تعالى يقول: (يَسْأَلُونَكَ
عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ
رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ
كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الأعراف: 187].
هذا من الناحية الشرعية، أما من الناحية
العلمية فقد أكد ديفيد موريسون، أخصائي علوم الفضاء لدى وكالة الفضاء
الأمريكية "ناسا"، أن ما تتناقله الشائعات حول توقع حلول نهاية العالم في
ديسمبر/ كانون الأول 2012 "مجرد خدعة كبيرة"، نافياً وجود كوكب غامض على
وشك الاصطدام بالأرض في ذلك التاريخ.
ودعا الناس إلى "الاستمتاع بوقتهم" في ذلك
التاريخ، والاستعداد لما بعده باعتباره مجرد يوم عادي، وذلك في إطار سعي
"ناسا" إلى طمأنة الناس في مختلف الدول حيال ما يُبث من شائعات حول دمار
سيلحق بالأرض في 2012، والذي قادها إلى تخصيص صفحة على موقعها للرسمي لرد
على هذه التوقعات.
يؤكد العلماء أن ناسا لا تتوقع حدوث شيء في ذلك
التاريخ، فالشائعات التي تتناقلها المواقع الإلكترونية وتنسبها إلى أبحاث
تستند إلى حضارة "المايا" القديمة في أمريكا الوسطى، هي مجرد "خدعة كبيرة."
وحول إمكانية اصطدام كوكب غامض يسميه البعض "نيبرو" بكوكب الأرض، قال
العالم الأمريكي: "لا يوجد كوكب يدعى نيبرو.. هو غير موجود.. لا تقلقوا
حيال هذا اليوم واستمتعوا بما بعده."
يذكر أن الكثيرين يعتقدون أن نهاية العالم
ستحل في ذلك التاريخ، وقد تعززت المخاوف مع ظهور الفيلم الجديد "2012"، وهو
أمر تناقلته الكثير من الكتب، والمواقع الإلكترونية التي تضع على صفحاتها
ساعات توقيت تنازلي ليوم 21 ديسمبر/ كانون الأول 2012.
ويشير هذا التاريخ إلى نهاية دورة
الحياة لدى حضارة المايا، والتي يبلغ طولها 5126 سنة. ولطالما عرف عن حضارة
المايا شغفهم بالفلك ومعرفتهم له معرفة عميقة. ولم يعرف حتى الآن ما إذا
كان اختيار هذا اليوم بالذات بسبب حدوث كارثة كونية ستنهي العالم، وهو ما
أشعل فتيل عدد من النظريات بشأن نهاية الكون.
تقول عدة نظريات إن الأرض في ذلك اليوم ستبدأ
بالدوران العكسي، كما أن هذا اليوم سيشهد الكثير من العواصف الشمسية، التي
ستؤدي إلى فوران البراكين، وذوبان الثلوج. يذكر أن يوم 21 ديسمبر/ كانون
الأول 2012 يتوافق مع يوم انقلاب الشمس في الشتاء، كما أن هذا اليوم سيشهد
توازي الشمس مع مجرة "درب التبانة." كما فند العلماء مزاعم حدوث انقلاب في
قطبية الأرض ومراكز جاذبيتها، قائلة إن هذه الظاهرة تقع كل 400 ألف سنة
تقريباً، وحدوثها مجدداً يستغرق آلاف الأعوام.
ألا نبني إيماننا على أسس
سليمة؟
للأسف
يا أحبتي أن كثيراً من المسلمين ينجرفون وراء هذه النظريات قبل التأكد من
صدقها، ونصيحتي لكل أخ وأخت أن يتأكدوا من المعلومة قبل المساهمة في نشرها.
فكما أن نشر المعلومة الصحيحة فيه أجر وثواب عظيم، كذلك نشر المعلومة
الخاطئة فيه إضلال كبير للناس.
وربما من الأشياء التي سمعتها مؤخراً ولادة طفل
كُتبت على جسده آيات قرآنية بخط جميل! وبمجرد رؤية الصورة تبين أنها مجرد
خدعة للبسطاء من المسلمين. والمضحك في الأمر أن الذي اخترع هذه الخدعة
اختار آيات مؤثرة ومعبرة فالآية التي ادعى أنها مكتوبة على جسد الطفل هي: (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي
الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت: 53]. ولكي يضمن هذا المفتري على كتاب
الله أن يصدقه الناس وألا ينكر هذه "المعجزة" أحد فقد كتب آية ثانية هي: (وَمَنْ يَكْتُمْهَا
فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ)
[البقرة: 283].
لا
أملك إلا أن أقول: تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فالله تعالى أكبر من
أن يختصر معجزته في آيات ترسم على جسد طفل أو طفلة، أو رسم اسمه على أذن أو
رأس مولود، أو على شجرة أو ورقة أو غيمة... ولو كانت مثل هذه المعجزات
المزعومة صحيحة لظهرت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان بأمس
الحاجة لمعجزة تثبت له صدق رسالته، ولكن الله أيّده بالقرآن وكفى به معجزة!
نسأل الله تعالى أن يعلمنا علماً
نافعاً وأن يرزقنا الإخلاص في العلم والعمل .... (رَبَّنَا لَا تُزِغْ
قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً
إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)
[آل عمران: 7].