فى إحدى أيام صيف هذا العام الحار وبينما هو عائد من عمله بعد يوم شاق ومتعب
من العمل المكتبي وكان يقود سيارته الجديدة وفجأة شاهدها وهي تقف بين
مجموعة من بنات جنسها قدرهم بحوالي خمس أو ست ولكنها كانت الوحيدة التي
لفتت نظره بكبريائها وشموخها فلم يـقاومها .
أوقف سيارته بجانبهم وخرج إليهم وهو كله شوق ولهفة وما أن مر بجانبها حتى
أحس بدافع قوي نحوها لم تمضي سوى دقائق معدودات حتى وجدها تجلس بجواره
بالمقعد الأمامي في سيارته تحركت بهم السيارة وهو يسترق النظر إليها بين
حينه وأخرى
انها صغيرة ولكن تبدو بأنها ستكون كما يشتهي ، كانت ترقص بجانبه في بعض الأحيان على مقتطعات من أغنية كان الراديو يبثها
وفجأة إذ بسيارات الشرطة تقف في وسط الشارع للتفتيش
لقد ألجمته المفاجأة غير المتوقعة فسارع بربط حزام الأمان ليتجنب التدقيق
من قبلهم لا أخفيكم فقد كان قلبه يدق بشدة خوفا وتضامنت مع دقات قلبه بعض
من حبات العرق التي بدأت تسيل فوق جبهته معلنة في صورة رائعة مدى التضامن
الجسدي في جسم الإنسان
رآه الجندي وهو راكب تلك السيارة الفخمة أشار بيده أن يكمل طريقه بدون أن يدقق في أوراقه كعاداتنا العربية الأصيلة في احترام المظاهر الكاذبة وقد غض الطرف عنها
تنفس الصعداء ونظر إليها ولكنها لم تكن تبالي أبدا بما حدث بل إنها زادت
في رقصتها الغريبة تارة تميل ذات اليمين وتارة ذات الشمال قال في نفسه لا
بأس سنصل إلى المنزل وستكونين لي
ركن سيارته في الكراج الخاص بها وما أن فتح الباب حتى ظهر ابنه الصغر وهو
يصيح بابا جاء بابا جاء ورأها وهي راكبة بجواره واخذ في الصياح الهستيري
وهو يحاول جاهدا أن يسكته خوفا أن لا يسمع صوته الجيران ولكن هيهات
لقد اسمع كل من بالحي وبما فيهم زوجته العزيزة والتي خرجت حينما سمعت الضجة خارجا
قالتها بصوت منفعل ( لماذا يا زوجي العزيز ألا يكفي )
ودخلت للداخل من غير أن تتوقف ليدافع عن نفسه ( صبرا يا أم حسام ) ولكنها أكملت
اجتمع أبنائه وهم ينظرون إليه بعين الريبة والتحدي ( لم يفهمها إلا بعد حين )
فأمر ابنه الأكبر ( حسام ) بأن يحضر لـه سكينا ففعل ما امره به وضع يديه
عليها ( سبحان من خلقها ملساء وناعمة ( خسارة أن اذبحها ) ولكنه قدرها .
تلاقت نظراتهم وكانت النظرة الأخيرة ومن المنتصف شققها نصفين وبصوت واحد صاح كل من بالبيت:
(( هيه هيه هيه حمرا حمرا ))
حمد الله أنه وفق هذه المرة في شراء هذه البطيخة لقد كان في تحدي مع زوجته وأبنائه عن البطيخة
اليوم ستكون حمراء وطيبة الطعم وقد كسب التحدي
تعيشوا وتاكلوا غيرها
ههههههههههههه