أحبائي هذه قصة حقيقية أحببت نقلها لكم و قد روتها الفتاة بنفسها على موقع خاص بها
لتروا كيف انار الاسلام قلب فتاة مسيحية من عائلة متشددة لدينها المسيحي سبحان
الله.
الفتاة تتحدث:
ابتدأت القصة عندما كنت صغيرة، لقد كرهت الاسلام
كرهاً شديداً، وعندما كنت في الصف العاشر، رأيت فتاة مسلمة تصلي فركلتها بقدمي
ودفعتها وهي ما زالت ساجدة على الأرض. ولقد تشاجرت مع الكثير من البنات في المدرسة
الاعدادية الحكومية، وأردت أن أريهم كم أنا مثقفة، لذلك كنت أحضر الكتاب المقدس
(التوراة والانجيل) معي كل يوم، وأقرأ بصوت مرتفع، أو أكتب نصاً منه على اللوح
كحكمة اليوم. وأذكر عندما كان شهر رمضان، اعتدت أن آكل أمام البنات المسلمات
الصائمات (وأسأل الله أن يرحمني ويغفر لي)، لقد كنت صاحبة مشاكل خطيرة.
وها
أنا قد هاجرت الى ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2002، محاولة
بداية حياتي من الصفر، وكنت أذهب الى كنيسة دالاس المعمدانية العربية، وكان عمي هو
قسيس هذه الكنيسة.
أتيت الى الولايات المتحدة لأبشر عن المسيحية وأكمل
خدمتي التبشيرية، وكان هدفي وصول العرب المسلمين ومحاولة ارتدادهم للمسيحية، لأنني
أعتقد أن امريكا هي دولة حرة فيها حرية الفكر والتعبير والكلام.
وهكذا
تقابلت مع مجموعة من الأصدقاء المسلمين، وبدأنا التحدث عن الديانات المسيحية
والاسلامية، فأنا أعلم التوراة والانجيل حق المعرفة، كنت أناقشهم بحدة وأحاول
اقناعهم للارتداد.
وهكذا أحضر أصدقائي شاباً اسمه المصطفى بالحور – الذي هو
زوجي الآن – ليكمل في النقاش معي. وكانت بالنسبة لي كالسباق، فعلاً كان لديه
المعرفة الواسعة في القرآن والسنة، لذا لم أحببه أبداً. وكنت معظم الوقت أحاول
اضافة الكاز على الدخان لتضخيم المسائل الدينية، وأحياناُ نصل الى نهاية عقيمة
مغلقة، فأنا كنت عنيدة جداُ حتى أنني بدأت أحس بالارهاق.
كانت أمي قادمة في
أيلول 2005 واعتقدت أن هذه حجة مناسبة لتجنب النقاش والذهاب بسبيلي، لأنني كنت أشعر
بالضيق.
كنت أعتقد أنها ستكون اهانة لي لو خسرت النقاش، لذلك قلت لأصدقائي
أن علي الذهاب، ولكن مصطفى ناداني باسمي وقال: "أريد دليلاً" فسألته عما يتحدث،
قال: "اذهبي فتشي الانجيل بكامله، لن تجدي آية واحدة تفصل أن المسيح قال عن نفسه هو
الله، لم يقل أبداً: أنا الله" لقد وجدت هذه الفرصة المناسبة لدعوته للمسيح (الذي
كنت أعتقد أنه المخلص الشفيع وأنه ابن الله)
فقلتها بسخرية: "ما الذي
تقوله، إنه من المؤكد أن هناك أيات كثيرة تقول أن المسيح هو الله!" قال مصطفى:
"أرني الدليل" ذهبت للبيت وهذا السؤال عالق في عقلي يؤنبني "
فتحت الانجيل
وبدأت البحث، وبعدها ذهبت الى الانترنت للبحث، ومن ثم الى الكتب ولم أجد
شيئاً.
وبعدها سألت أمي وبدأ نقاشي معها. قالت لي: "في الحقيقة لا يوجد هناك
آية حقيقية تصرح أن المسيح قال عن نفسه أنه هو الله،لذا فإن القضية فاشلة ولا يوجد
لديها أي دليل .
وهنا بدأت أرى التناقض في الانجيل .المسيح كان نفسه يجلس
لوحده ويصلي، فلمن كان يصلي؟ أكان يصلي لنفسه؟
بالإضافة الى أن هناك ذاكرة
أخرى لمعت لي أنه عندما كنت أدرس اللاهوت (العقيدة) المسيحية، جاء أحد الدكاترة
البريطانية الكبار، وكان يعلمنا عن تاريخ الكتاب المقدس، وأذكر أنه قال حرفياً:
"حسناً .. لقد ذهبت الى المعرض في بريطانيا لأرى نصوص الانجيل الأصلية المكتشفة،
ولم أجد غير أوراق محروقة، وممزقة وضائعة" فنظرت الى الكتاب بين يدي وسألت في نفسي
ما هذا الكتاب؟؟
من أين جاءت كل هذه الكلمات في الكتاب؟
اذا كنت أعبد
اله كاملاً ليس فيه عيباً واحداً، فكيف يمكنني بالايمان بكتاب غير كامل أو غير
محفوظ؟ هذا ليس صحيحاً!
وبدأت التفكير والتأمل، لو أننا أخذنا كل الكتب
السماوية التي على الأرض ورميناها بعيداً، ثم سألنا الناس ليحضروا كتاب آخر مطابقاً
للكتب الأولى، فلن أجد مسيحياً واحداً يحضر لي إنجيلاً مطابقاً له، بينما سأجد على
الأقل مليون مسلماً حافظين القرآن ظهراً عن قلب لأن المسيحيين لديهم نسخ كثيرة
مختلفة عن بعضها البعض، وما زالوا يكتشفون نصوصاً انجيلية جديدة الى حد الآن، أليس
هذا عجيباً؟
وبعد ذلك بدأت أدرس لاهوت صلب المسيح، فهل مات المسيح حقاً؟
وبدأت بالتفكير بهذا الانجيل الذي بين أيدينا، هل هو حقيقياً؟ الأشخاص
الذين كتبوا الأناجيل هم يهود تبعوا المسيح وراقبوه وكتبوا سيرة حياته .. لقد رأوه
يموت على الصليب .. ولكن هل من الضرورة أنهم رأو نفس الشخص المسيح الذي يصلب؟؟
في القرآن الكريم يقول الله عز وجل: " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا
الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ
وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ
مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
(157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158 )"
فإذاً الناس الذين رأوا المسيح يقتل، رأوا شخصاً مشابهاً له.
فإذاً ما هذا
الذي بين أيدينا؟؟
والآن ها قد حصلت على النتيجة بين يدي: المسيح هو ليس
الله، ولا حتى ابن الله .. خفت كثيراً وقلقت لدرجة لا تصدق.
كل هذه
السنوات؟ 24 سنة من حياتي وأنا أدرس نظريات غير معتمدة من الانجيل والتوراة.
24
سنة من حياتي أعبد الإله الخاطئ
24 سنة من حياتي ذهبت سدى، كذبة محققة.
أردت الانتحار، شعرت أن الأرض تهتز من تحت قدمي، وأصابني الرعب.
وصرت
أفكر .. أنا أؤمن أن المسيح الآن هو انسان نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنا
أؤمن بجميع الأنبياء الذين قبله .. ولكن كانت لدي هناك مشكلة بسيطة مع النبي محمد
(صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم)
في الحقيقة لم أتعلم شيئاً عن
حياته، وكل ما أعلمه هي معرفة بسيطة عن طريق المسيحية الذين زرعوا في داخلي هذه
الأفكار عنه (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم)، ولكن كيف يعظموه الناس
المسلمين طوال الوقت؟؟
قلت، كيف يمكن أن تكون هذه مشكلة والقرآن الكريم أتى
من الله من خلال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم؟ إنه حقاً لرجل
متميز .. أعظم الخلق (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم) إذاً فهي ليست مشكلة
أبداً أن أؤمن بنبي آخر وهو خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
بالاضافة أنني أعلم أن هناك إنجيل خامس غير قانوني أو شرعي لدى المسيحية
إسمه (برنابا) لأن هناك الآية التي يقول فيها المسيح (سيأتي بعدي نبي اسمه أحمد)
ويحدثنا أيضاً أن المسيح عليه السلام شبّه به ولم يمت على الصليب بل ارتفع قبل
امساكه.
تركت غرفتي بعد تأمل طويل وتفكير عميق في البحث، واتصلت مع أصدقائي
المسلمين الذين لم أرهم منذ شهرين على الأقل. وذهبت لرؤيتهم. فعلاً كنت أصلي الى
الله وأبكي: "إذا كان هو الطريق الصحيح، فغير حياتي، وإذا لم تكن فاجعلني أموت في
حادث سيارة قبل أن أصل أصدقائي واجعلني أدخل الجنة .. فكل ما أريده هو الحقية
ومرضاتك يارب، وكل ما أبغيه هو الجنة"
وهكذا وصلت الى أصدقائي ودموعي تذرف
من عيني، فاعتقدوا أن شيئاً مكروهاً قد حدث لي، وكان هناك زوجي الحالي مصطفى، وكان
الجميع ينتظر مني أن أتكلم ليعلمون حقيقة أمري، ثم استضطردت:
أشهد أن لا
إله الاّ الله .. وأشهد أن محمد رسول الله
عم الصمت لعدة دقائق والجميع
يرمقني باندهاش، ثم قال مصطفى ساخراً: "أسكتي .. ولا تكذبي"
أذكر أنه كان
الثالث من أكتوبر.
قلت له: "أنا لا أكذب، وبدأت بالبكاء والشهيق"
قال:
"لي مستغرباً، لقد قلت المرة الأخيرة في نقاشنا أنه لو قلت الشهادتين وأنت لا تؤمني
بها فهذا لا يعني أنك أصبحت مسلمة! فكفى كذباً"
قلت له: "أنا لا أكذب، غداً
سيكون أول يوم في رمضان، والآن ستعلمني كيف أفعل الوضوء وكيف أصلي وكل شيء"
عندما سمعني أقول ذلك ورأى الاصرار في عيني، وقع باكياً من الفرحة
والانفعال الشديدين ورحّب بي في الاسلام ترحيباً حاراً
وفعلاً تعلمت الصلاة
وكل التقاليد والسنة في ليلة واحدة، واشتريت حجاباً وبدأت أمارس عقيدتي الجديدة.
ولكني أخفيت اسلامي عن العائلة لمدة أسبوعين.
في ذلك الوقت، ذهبت الى الإمام
وأعلنت إسلامي، وبدأت أتعلم القرآن، وأفعل المقارنات ما بين الانجيل والكتاب المجيد
القرآن الكريم، وكان من الصعوبة علي في البداية من التخلص من الرجوع الى الانجيل،
ولكن الحمدلله فقد تغلبت على هذه العادة، وبدأت أتعلم سيرة النبي صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم والقرآن.
وكما قلت سابقاً فقد أخفيت اسلامي عن العائلة
في البداية، وكنت أصلي الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل حتى لا يراني
أحداً أو يشك بي.
وفي يوم من الأيام كنت ذاهبة من البيت الى الكلية وكان معي
حقيبتي التي تحتوي على القرآن والحجاب، ولكن فجأة، وقع الحجاب على الأرض ورأته أختي
ولكنها لم تعلم ما الأمر الى أن جاء الليل واستيقظت لتراني أصلي، فعلم أعضاء
العائلة عن اسلامي، وبدأ الابتلاء.
رفعوا صوتهم علي وصاحوا، واعتدوا علي
نفسياً وعاطفياً، نعتوني بجميع الكلمات القذرة وغير الملائمة. ضربوني الى أن وصلت
للموت وهددوني بالقتل، ومع ذلك فقد كنت هادئة ولم أحاول مناقشتهم في شيء، ولكني
تركت البيت داعية من الله أن يهديهم.
وبعد ذلك انتابتني الكثير من الضغوط
النفسية بسبب الاعتداءات التي حصلت معي، وما زلت لحد الآن أستلم على الأقل 25
مكالمة وايميلات يومية من كل أنحاء العالم، يسبون علي ويهددوني وما الى غير
ذلك.
وغير المكالمات الهاتفية، فقد اتصل معي أكبر العلماء والدكاترة
المسيحيين من الأردن والولايات المتحدة، يناقشون معي الدين المسيحي ومحاولتهم
لإعادتي لدينهم.
سبحان الله .. لقد اعتدت أن يكون معي الانجيل دائماً في
الحوارات الدينية وكان الاتجاه المعاكس هو القرآن، والآن فقد انقلبت الطاولة وأصبح
القرآن معي دائماً وأبداً.
أنا أرجو أن تكون هذه القصة حافزاً لك وتشجيعاً
لروحك وايمانك بالله عز و جل.
لتروا كيف انار الاسلام قلب فتاة مسيحية من عائلة متشددة لدينها المسيحي سبحان
الله.
الفتاة تتحدث:
ابتدأت القصة عندما كنت صغيرة، لقد كرهت الاسلام
كرهاً شديداً، وعندما كنت في الصف العاشر، رأيت فتاة مسلمة تصلي فركلتها بقدمي
ودفعتها وهي ما زالت ساجدة على الأرض. ولقد تشاجرت مع الكثير من البنات في المدرسة
الاعدادية الحكومية، وأردت أن أريهم كم أنا مثقفة، لذلك كنت أحضر الكتاب المقدس
(التوراة والانجيل) معي كل يوم، وأقرأ بصوت مرتفع، أو أكتب نصاً منه على اللوح
كحكمة اليوم. وأذكر عندما كان شهر رمضان، اعتدت أن آكل أمام البنات المسلمات
الصائمات (وأسأل الله أن يرحمني ويغفر لي)، لقد كنت صاحبة مشاكل خطيرة.
وها
أنا قد هاجرت الى ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2002، محاولة
بداية حياتي من الصفر، وكنت أذهب الى كنيسة دالاس المعمدانية العربية، وكان عمي هو
قسيس هذه الكنيسة.
أتيت الى الولايات المتحدة لأبشر عن المسيحية وأكمل
خدمتي التبشيرية، وكان هدفي وصول العرب المسلمين ومحاولة ارتدادهم للمسيحية، لأنني
أعتقد أن امريكا هي دولة حرة فيها حرية الفكر والتعبير والكلام.
وهكذا
تقابلت مع مجموعة من الأصدقاء المسلمين، وبدأنا التحدث عن الديانات المسيحية
والاسلامية، فأنا أعلم التوراة والانجيل حق المعرفة، كنت أناقشهم بحدة وأحاول
اقناعهم للارتداد.
وهكذا أحضر أصدقائي شاباً اسمه المصطفى بالحور – الذي هو
زوجي الآن – ليكمل في النقاش معي. وكانت بالنسبة لي كالسباق، فعلاً كان لديه
المعرفة الواسعة في القرآن والسنة، لذا لم أحببه أبداً. وكنت معظم الوقت أحاول
اضافة الكاز على الدخان لتضخيم المسائل الدينية، وأحياناُ نصل الى نهاية عقيمة
مغلقة، فأنا كنت عنيدة جداُ حتى أنني بدأت أحس بالارهاق.
كانت أمي قادمة في
أيلول 2005 واعتقدت أن هذه حجة مناسبة لتجنب النقاش والذهاب بسبيلي، لأنني كنت أشعر
بالضيق.
كنت أعتقد أنها ستكون اهانة لي لو خسرت النقاش، لذلك قلت لأصدقائي
أن علي الذهاب، ولكن مصطفى ناداني باسمي وقال: "أريد دليلاً" فسألته عما يتحدث،
قال: "اذهبي فتشي الانجيل بكامله، لن تجدي آية واحدة تفصل أن المسيح قال عن نفسه هو
الله، لم يقل أبداً: أنا الله" لقد وجدت هذه الفرصة المناسبة لدعوته للمسيح (الذي
كنت أعتقد أنه المخلص الشفيع وأنه ابن الله)
فقلتها بسخرية: "ما الذي
تقوله، إنه من المؤكد أن هناك أيات كثيرة تقول أن المسيح هو الله!" قال مصطفى:
"أرني الدليل" ذهبت للبيت وهذا السؤال عالق في عقلي يؤنبني "
فتحت الانجيل
وبدأت البحث، وبعدها ذهبت الى الانترنت للبحث، ومن ثم الى الكتب ولم أجد
شيئاً.
وبعدها سألت أمي وبدأ نقاشي معها. قالت لي: "في الحقيقة لا يوجد هناك
آية حقيقية تصرح أن المسيح قال عن نفسه أنه هو الله،لذا فإن القضية فاشلة ولا يوجد
لديها أي دليل .
وهنا بدأت أرى التناقض في الانجيل .المسيح كان نفسه يجلس
لوحده ويصلي، فلمن كان يصلي؟ أكان يصلي لنفسه؟
بالإضافة الى أن هناك ذاكرة
أخرى لمعت لي أنه عندما كنت أدرس اللاهوت (العقيدة) المسيحية، جاء أحد الدكاترة
البريطانية الكبار، وكان يعلمنا عن تاريخ الكتاب المقدس، وأذكر أنه قال حرفياً:
"حسناً .. لقد ذهبت الى المعرض في بريطانيا لأرى نصوص الانجيل الأصلية المكتشفة،
ولم أجد غير أوراق محروقة، وممزقة وضائعة" فنظرت الى الكتاب بين يدي وسألت في نفسي
ما هذا الكتاب؟؟
من أين جاءت كل هذه الكلمات في الكتاب؟
اذا كنت أعبد
اله كاملاً ليس فيه عيباً واحداً، فكيف يمكنني بالايمان بكتاب غير كامل أو غير
محفوظ؟ هذا ليس صحيحاً!
وبدأت التفكير والتأمل، لو أننا أخذنا كل الكتب
السماوية التي على الأرض ورميناها بعيداً، ثم سألنا الناس ليحضروا كتاب آخر مطابقاً
للكتب الأولى، فلن أجد مسيحياً واحداً يحضر لي إنجيلاً مطابقاً له، بينما سأجد على
الأقل مليون مسلماً حافظين القرآن ظهراً عن قلب لأن المسيحيين لديهم نسخ كثيرة
مختلفة عن بعضها البعض، وما زالوا يكتشفون نصوصاً انجيلية جديدة الى حد الآن، أليس
هذا عجيباً؟
وبعد ذلك بدأت أدرس لاهوت صلب المسيح، فهل مات المسيح حقاً؟
وبدأت بالتفكير بهذا الانجيل الذي بين أيدينا، هل هو حقيقياً؟ الأشخاص
الذين كتبوا الأناجيل هم يهود تبعوا المسيح وراقبوه وكتبوا سيرة حياته .. لقد رأوه
يموت على الصليب .. ولكن هل من الضرورة أنهم رأو نفس الشخص المسيح الذي يصلب؟؟
في القرآن الكريم يقول الله عز وجل: " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا
الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ
وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ
مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا
(157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158 )"
فإذاً الناس الذين رأوا المسيح يقتل، رأوا شخصاً مشابهاً له.
فإذاً ما هذا
الذي بين أيدينا؟؟
والآن ها قد حصلت على النتيجة بين يدي: المسيح هو ليس
الله، ولا حتى ابن الله .. خفت كثيراً وقلقت لدرجة لا تصدق.
كل هذه
السنوات؟ 24 سنة من حياتي وأنا أدرس نظريات غير معتمدة من الانجيل والتوراة.
24
سنة من حياتي أعبد الإله الخاطئ
24 سنة من حياتي ذهبت سدى، كذبة محققة.
أردت الانتحار، شعرت أن الأرض تهتز من تحت قدمي، وأصابني الرعب.
وصرت
أفكر .. أنا أؤمن أن المسيح الآن هو انسان نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنا
أؤمن بجميع الأنبياء الذين قبله .. ولكن كانت لدي هناك مشكلة بسيطة مع النبي محمد
(صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم)
في الحقيقة لم أتعلم شيئاً عن
حياته، وكل ما أعلمه هي معرفة بسيطة عن طريق المسيحية الذين زرعوا في داخلي هذه
الأفكار عنه (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم)، ولكن كيف يعظموه الناس
المسلمين طوال الوقت؟؟
قلت، كيف يمكن أن تكون هذه مشكلة والقرآن الكريم أتى
من الله من خلال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم؟ إنه حقاً لرجل
متميز .. أعظم الخلق (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم) إذاً فهي ليست مشكلة
أبداً أن أؤمن بنبي آخر وهو خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
بالاضافة أنني أعلم أن هناك إنجيل خامس غير قانوني أو شرعي لدى المسيحية
إسمه (برنابا) لأن هناك الآية التي يقول فيها المسيح (سيأتي بعدي نبي اسمه أحمد)
ويحدثنا أيضاً أن المسيح عليه السلام شبّه به ولم يمت على الصليب بل ارتفع قبل
امساكه.
تركت غرفتي بعد تأمل طويل وتفكير عميق في البحث، واتصلت مع أصدقائي
المسلمين الذين لم أرهم منذ شهرين على الأقل. وذهبت لرؤيتهم. فعلاً كنت أصلي الى
الله وأبكي: "إذا كان هو الطريق الصحيح، فغير حياتي، وإذا لم تكن فاجعلني أموت في
حادث سيارة قبل أن أصل أصدقائي واجعلني أدخل الجنة .. فكل ما أريده هو الحقية
ومرضاتك يارب، وكل ما أبغيه هو الجنة"
وهكذا وصلت الى أصدقائي ودموعي تذرف
من عيني، فاعتقدوا أن شيئاً مكروهاً قد حدث لي، وكان هناك زوجي الحالي مصطفى، وكان
الجميع ينتظر مني أن أتكلم ليعلمون حقيقة أمري، ثم استضطردت:
أشهد أن لا
إله الاّ الله .. وأشهد أن محمد رسول الله
عم الصمت لعدة دقائق والجميع
يرمقني باندهاش، ثم قال مصطفى ساخراً: "أسكتي .. ولا تكذبي"
أذكر أنه كان
الثالث من أكتوبر.
قلت له: "أنا لا أكذب، وبدأت بالبكاء والشهيق"
قال:
"لي مستغرباً، لقد قلت المرة الأخيرة في نقاشنا أنه لو قلت الشهادتين وأنت لا تؤمني
بها فهذا لا يعني أنك أصبحت مسلمة! فكفى كذباً"
قلت له: "أنا لا أكذب، غداً
سيكون أول يوم في رمضان، والآن ستعلمني كيف أفعل الوضوء وكيف أصلي وكل شيء"
عندما سمعني أقول ذلك ورأى الاصرار في عيني، وقع باكياً من الفرحة
والانفعال الشديدين ورحّب بي في الاسلام ترحيباً حاراً
وفعلاً تعلمت الصلاة
وكل التقاليد والسنة في ليلة واحدة، واشتريت حجاباً وبدأت أمارس عقيدتي الجديدة.
ولكني أخفيت اسلامي عن العائلة لمدة أسبوعين.
في ذلك الوقت، ذهبت الى الإمام
وأعلنت إسلامي، وبدأت أتعلم القرآن، وأفعل المقارنات ما بين الانجيل والكتاب المجيد
القرآن الكريم، وكان من الصعوبة علي في البداية من التخلص من الرجوع الى الانجيل،
ولكن الحمدلله فقد تغلبت على هذه العادة، وبدأت أتعلم سيرة النبي صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم والقرآن.
وكما قلت سابقاً فقد أخفيت اسلامي عن العائلة
في البداية، وكنت أصلي الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل حتى لا يراني
أحداً أو يشك بي.
وفي يوم من الأيام كنت ذاهبة من البيت الى الكلية وكان معي
حقيبتي التي تحتوي على القرآن والحجاب، ولكن فجأة، وقع الحجاب على الأرض ورأته أختي
ولكنها لم تعلم ما الأمر الى أن جاء الليل واستيقظت لتراني أصلي، فعلم أعضاء
العائلة عن اسلامي، وبدأ الابتلاء.
رفعوا صوتهم علي وصاحوا، واعتدوا علي
نفسياً وعاطفياً، نعتوني بجميع الكلمات القذرة وغير الملائمة. ضربوني الى أن وصلت
للموت وهددوني بالقتل، ومع ذلك فقد كنت هادئة ولم أحاول مناقشتهم في شيء، ولكني
تركت البيت داعية من الله أن يهديهم.
وبعد ذلك انتابتني الكثير من الضغوط
النفسية بسبب الاعتداءات التي حصلت معي، وما زلت لحد الآن أستلم على الأقل 25
مكالمة وايميلات يومية من كل أنحاء العالم، يسبون علي ويهددوني وما الى غير
ذلك.
وغير المكالمات الهاتفية، فقد اتصل معي أكبر العلماء والدكاترة
المسيحيين من الأردن والولايات المتحدة، يناقشون معي الدين المسيحي ومحاولتهم
لإعادتي لدينهم.
سبحان الله .. لقد اعتدت أن يكون معي الانجيل دائماً في
الحوارات الدينية وكان الاتجاه المعاكس هو القرآن، والآن فقد انقلبت الطاولة وأصبح
القرآن معي دائماً وأبداً.
أنا أرجو أن تكون هذه القصة حافزاً لك وتشجيعاً
لروحك وايمانك بالله عز و جل.