إنها تضع أخر لمسات من المكياج وتنظر إلى نفسها في المرآة قائلة في سرها
انك مازلت جميلة وتضحك من هذه الكلمة" جميلة " فكم سمعتها من أحمد . الذي كان
دائم التغزل بجمالها وكتب في هذا الجمال قصائد أشبعت غرورها كفتاة في مقتبل
العمر كل اهتمامها أن تكون اجمل الفتيات ، ولطالما كانت سعيدة مع أحمد.
تذكر كيف ارتسم الحزن على وجهه عندما أخبرته بان هناك عريسا قد تقدم
لخطبتها وأنها تقابل ضغطاً شديداً من والديها ، وتذكر أيضا كيف أعادت البسمة
إلى ذلك الوجه ، حين أخبرته بأنها ترفض ذلك الإنسان وأي شخص أخر يتقدم لها فهي
لن تكون إلا له.. لأحمد الذي منحته حبها و إخلاصها .. فعند ذلك اشرق وجهه وتبسم
قائلا:"أحبك ياأمل .. أحبك " كانت هذه الكلمات كافية حتى تصمد في وجه الضغوطات
التي تواجهها من قبل أهلها .. وفعلا استطاعت أن تقفل قلبها وفكرها عن أي إنسان
أخر سوى أحمد ..
لم تكن تلح عليه بان يتقدم لخطبتها في ذلك الوقت فهو مازال طالباً في الجامعة
ولكن كلماته والشوق الذي كانت تراه في عينيه كانت كافية بان تنتظره حتى يأتي
ذلك اليوم الذي يجتمعان فيه تحت سقف واحد ..وبحكم الجيرة فقد كانت تراه كلما
اشتاقت إليه ، وكانت له القلب الحنون الذي يخفف عليه من بعض المشاكل التي
تواجهه من قبل أسرته ، وتبث فيه الصبر والتفاؤل بغد مشرق ، بغد يكون فيه
سيد نفسه ويكون له عالم خاص به ، ولكن كان يقول لها : " بأن سعادته لن تكتمل
إلا حينما تشاركه هذا العالم " وتذكر عبارته التي طالما سمعتها منه حين يقول لها :
" أنت حلمي.. وأنت أملي .. ياأمل حياتي " .
تأخذ قارورة العطر وترش منها .. رائحتها زكيه وترجع بها الذاكرة إلى
قارورة العطر التي أهداها أحمد في يوم العيد .. وتذكر كلماته "أملي ..ضعي من هذا
العطر عندما تحضرين لمقابلتي وذلك حتى يكون لنا جو خاص معطر برائحة هذا
العطر وأريجك الفواح..وبسماتك البلسم " في ذلك اليوم تحادثا كثيرا وتجادلا أيضا
هي تحب أن يطغى على لون أثاث البيت اللون الأزرق ، وأحمد يحب الأخضر ولكن
اتفقا أن يشتركا في لون واحد ، وتضحك عندما تجادلا على اسم مولود وعلى افتراض
أنها بنت فأمل تريد أن تسميها "هبة" وهو يريد تسميتها "وردة " حتى تنضم إلى بستان حياته
الجميل ، وتناقشا وتجادلا وكالعادة اتفقا . فالأهم أن يكونا معا وكل شيء سوف يهون بعد ذلك .
وقد أحست أن موعد اكتمال سعادتها قد قرب .. فقد تخرج أحمد .. ورغم حزنها
قليلا لأنه توظف في مدينة أخرى لكنها كانت توعد نفسها بأنها فترة قصيرة ثم
يكونا معا للأبد.. ورحل أحمد عن مدينته ، التي قضى فيها اجمل أوقات حياته
.. طفولته.. صباه .. ودراسته وحبه الذي مازال ينبض داخل قلبه ، أذ مهما ابتعد
فان جذوره في هذه المدينة .
وقد كان احمد دائم التردد على مدينته من أجل أهله
ومن اجل أمل . تذكر كيف كان لقاؤهما يطفئ بعض الشوق المتأجج في داخلها .
وشيئا فشيئا قلت زيارات احمد إلى المدينة ، وأرجعت السبب إلى انشغاله بعمله
وظروف الحياة الصعبة ، وماكان يخفف عليها سوى اتصاله الدائم بها .. وهذا يؤكد
نظريتها بأنه مهما ابتعدت الأجساد فان القلوب قريبة..
صديقاتها تزوجن وانجبن أطفالا،
تغبطهن على حياتهن السعيدة ، لكن حياتها ستكون اسعد حين تتزوج من من احبه
قلبها .. وانتظرته كل هذه المدة ، وقد قرب الحصاد لصبر طويل .
وتخرج من دائرة الذكريات على صوت أمها وهي تحثها بالإسراع حتى
لا يتأخرا .
آه نعم .. فهي تستعد لتذهب إلى زواج ابن الجيران .. زواج حبيبها الخائن
أحمد،
فقد غدر بها وسيتزوج اليوم من فتاة تصغره بسنوات عديدة تعرف عليها
في مدينته الجديدة حيث كان يعمل، وكأنه نسي بأنها أضاعت
سنوات من عمرها لأجله لكن للأسف بعد كل هذه السنوات اكتشفت أنها أحبت
إنسان مخادع لايهمه الا ذاته.
آه.. لكن لن تذرف الدمعة من أجل هذا الإنسان فكبريائها أقوى .. وستحضر فرحه
ولن يهمها أي شيء لأنها تعلم مسبقا بان الحياة لاتدوم على وتيرة واحدة ، وما الحياة
إلا سلف ودين
انك مازلت جميلة وتضحك من هذه الكلمة" جميلة " فكم سمعتها من أحمد . الذي كان
دائم التغزل بجمالها وكتب في هذا الجمال قصائد أشبعت غرورها كفتاة في مقتبل
العمر كل اهتمامها أن تكون اجمل الفتيات ، ولطالما كانت سعيدة مع أحمد.
تذكر كيف ارتسم الحزن على وجهه عندما أخبرته بان هناك عريسا قد تقدم
لخطبتها وأنها تقابل ضغطاً شديداً من والديها ، وتذكر أيضا كيف أعادت البسمة
إلى ذلك الوجه ، حين أخبرته بأنها ترفض ذلك الإنسان وأي شخص أخر يتقدم لها فهي
لن تكون إلا له.. لأحمد الذي منحته حبها و إخلاصها .. فعند ذلك اشرق وجهه وتبسم
قائلا:"أحبك ياأمل .. أحبك " كانت هذه الكلمات كافية حتى تصمد في وجه الضغوطات
التي تواجهها من قبل أهلها .. وفعلا استطاعت أن تقفل قلبها وفكرها عن أي إنسان
أخر سوى أحمد ..
لم تكن تلح عليه بان يتقدم لخطبتها في ذلك الوقت فهو مازال طالباً في الجامعة
ولكن كلماته والشوق الذي كانت تراه في عينيه كانت كافية بان تنتظره حتى يأتي
ذلك اليوم الذي يجتمعان فيه تحت سقف واحد ..وبحكم الجيرة فقد كانت تراه كلما
اشتاقت إليه ، وكانت له القلب الحنون الذي يخفف عليه من بعض المشاكل التي
تواجهه من قبل أسرته ، وتبث فيه الصبر والتفاؤل بغد مشرق ، بغد يكون فيه
سيد نفسه ويكون له عالم خاص به ، ولكن كان يقول لها : " بأن سعادته لن تكتمل
إلا حينما تشاركه هذا العالم " وتذكر عبارته التي طالما سمعتها منه حين يقول لها :
" أنت حلمي.. وأنت أملي .. ياأمل حياتي " .
تأخذ قارورة العطر وترش منها .. رائحتها زكيه وترجع بها الذاكرة إلى
قارورة العطر التي أهداها أحمد في يوم العيد .. وتذكر كلماته "أملي ..ضعي من هذا
العطر عندما تحضرين لمقابلتي وذلك حتى يكون لنا جو خاص معطر برائحة هذا
العطر وأريجك الفواح..وبسماتك البلسم " في ذلك اليوم تحادثا كثيرا وتجادلا أيضا
هي تحب أن يطغى على لون أثاث البيت اللون الأزرق ، وأحمد يحب الأخضر ولكن
اتفقا أن يشتركا في لون واحد ، وتضحك عندما تجادلا على اسم مولود وعلى افتراض
أنها بنت فأمل تريد أن تسميها "هبة" وهو يريد تسميتها "وردة " حتى تنضم إلى بستان حياته
الجميل ، وتناقشا وتجادلا وكالعادة اتفقا . فالأهم أن يكونا معا وكل شيء سوف يهون بعد ذلك .
وقد أحست أن موعد اكتمال سعادتها قد قرب .. فقد تخرج أحمد .. ورغم حزنها
قليلا لأنه توظف في مدينة أخرى لكنها كانت توعد نفسها بأنها فترة قصيرة ثم
يكونا معا للأبد.. ورحل أحمد عن مدينته ، التي قضى فيها اجمل أوقات حياته
.. طفولته.. صباه .. ودراسته وحبه الذي مازال ينبض داخل قلبه ، أذ مهما ابتعد
فان جذوره في هذه المدينة .
وقد كان احمد دائم التردد على مدينته من أجل أهله
ومن اجل أمل . تذكر كيف كان لقاؤهما يطفئ بعض الشوق المتأجج في داخلها .
وشيئا فشيئا قلت زيارات احمد إلى المدينة ، وأرجعت السبب إلى انشغاله بعمله
وظروف الحياة الصعبة ، وماكان يخفف عليها سوى اتصاله الدائم بها .. وهذا يؤكد
نظريتها بأنه مهما ابتعدت الأجساد فان القلوب قريبة..
صديقاتها تزوجن وانجبن أطفالا،
تغبطهن على حياتهن السعيدة ، لكن حياتها ستكون اسعد حين تتزوج من من احبه
قلبها .. وانتظرته كل هذه المدة ، وقد قرب الحصاد لصبر طويل .
وتخرج من دائرة الذكريات على صوت أمها وهي تحثها بالإسراع حتى
لا يتأخرا .
آه نعم .. فهي تستعد لتذهب إلى زواج ابن الجيران .. زواج حبيبها الخائن
أحمد،
فقد غدر بها وسيتزوج اليوم من فتاة تصغره بسنوات عديدة تعرف عليها
في مدينته الجديدة حيث كان يعمل، وكأنه نسي بأنها أضاعت
سنوات من عمرها لأجله لكن للأسف بعد كل هذه السنوات اكتشفت أنها أحبت
إنسان مخادع لايهمه الا ذاته.
آه.. لكن لن تذرف الدمعة من أجل هذا الإنسان فكبريائها أقوى .. وستحضر فرحه
ولن يهمها أي شيء لأنها تعلم مسبقا بان الحياة لاتدوم على وتيرة واحدة ، وما الحياة
إلا سلف ودين