الرئيسية
ما أشبه الزمن بوهم .. الماضي فيه عدم والمستقبل خيال والحاضر مجرد خيط مفترض بين الوهمين .. وحركتنا عبر هذا الخيط هي أسرع مما نتصور
فما تلبث سنوات العمر أن تصبح ماضياً معدوما وما تبقى لنا من أيام العمر مستقبلاً موهوما .. ثم يفاجئنا الموت ولا يبقى شيء يقال
هلا دعا كل منا نفسه لوقفة تأمل قبل أن يرفع يده لترتكب جريمة أو يقسو على إنسان أو يختلس أو يسرق أو يأكل مال يتيم أو يظلم أرمله أو يقتل بريئا ..
ألا يظن أحدنا أن حظه من القوه والجاه والشهرة والمال والعلم والفن مقياس عظمته .. فالله سبحانه وتعالى حينما إمتدح نبيه قال له :<< وإنك لعلى خلق عظيم >> لم يقل جل من قائل إنك لعلى علم عظيم أو فن عظيم أو ثراء عظيم أو جاه أو سلطان عظيم أو شهره عظيمة .. إنما قرن العظمة بالخلق على وجه التحديد وبالخلق وحده 0
ونعلم الآن مبلغ الدقة في هذا التوصيف فنحن نرى الآن علماء لا نشك في درجاتهم العلمية ونعلم مع ذلك أنهم لصوص ومرتشون وانتهازيون ومنافقون وعباد مناصب 0
وأكبر فناني العصر شهرة وأوسعهم أجراً أمثال مادونا وما يكل جاكسون هم أفسدهم سيره وأحطهم أخلاقا وكذلك كان أكثر الفنا نين في كل العصور أمثلة بالغة للفسوق والإنحلال
والثراء دائما ما كان لصاحبه مفسده وكانت الملايين لأهلها مضيعه وكان الجاه غروراً والقوة تسلطاً والنفوذ غطرسه
فلا يصلح أي شيء من السابق ذكره ليكون سببا للعظمة ولا عاصماً لصاحبه من عذاب الآخرة
إن المؤشر الوحيد للعظمة هو حسن الخلق وهو العاصم الوحيد يوم لا ينفع مال ولا بنون .. ويوم أن يقف الإنسان عاريا إلا من عمله
ومن هم أهل الخلق ؟
هم أهل التقوى وهم أصل الخشية لله وهم أهل الدين ..
وهنري برجسون لم يرى للأخلاق منبعا وأصلا سوى الدين في كتابه "الدين منبع الأخلاق "
والمتصوفون جعلوا من الأخلاق محور مجاهداتهم ورياضاتهم ورأوا فيها صراطهم الوحيد الموصل إلى الله بالإضافة إلى العبادة والتوحيدو إتقان العمل كما اتخذوا للنفس المذنبة سلما ترتقي عليه يبدأ بالتخليه << أي التخليه من الذنوب وهجر المخالفات >> ثم التحليه << بالذكر والتسبيح والتزام الطاعات وإتقان العبادات وعمل الصالحات >> ولهم في ذلك أحوال ومقامات ومنازل ومراق تدور كلها حول التحلي والتخلق بمكارم الأخلاق 0
أما الأديان فقد اتفقت جميعا على ضرورة الأخلاق .. وألواح موسى كانت معظمها وصايا خلقيه .. والوصايا العشر في الإنجيل وصايا خلقيه ..والقرآن هو المنهج الخلقي المفصل المحكم والمهيمن عليها جميعا 0
وبدون أخلاق لا إسلام ولو اكتملت الشعائر واتسعت المناظر والمظاهر ..فالتقوى هي جوهر الدين بلا خلاف 0
في حملات الظلم والعدوان على الإسلام والمسلمين التي يقودها الغرب في حملات الحقد والكراهيه لا أرى إلا علواً واستكباراً وعنصرية وكفرا بواحاً ولا أرى مسيحيه على الإطلاق
إن مانراه كل يوم هو صليبيه يهودية لا تؤمن بشيء سوى السيادة لنفسها بأي ثمن وقد تغلغلت هذه اليهودية الصليبية إلى جميع مقاعد صناعة القرار وراحت تتآمر وتفسد وتؤلب الفئات والطوائف والأجناس والأديان بعضها ببعض وتستخدم الآله العسكريه الأ مريكية في إثارة الحروب
يريدون أن يحيلوا الأرض إلى جهنم ولكنهم سوف يكونون وقودها في النهايه ويقول الله سبحانه وتعالى عنهم << إن في صدورهم إلا كبر ماهم ببالغيه >>
أي إنهم لن يبلغوا تلك السيادة التي يخططون لها ولن يتحقق ذلك الكبر والعلو الذي يملأ صدورهم
لو لم تكن هناك آخره لوجب أن توجد فالدنيا هذه استولى عليها المرتشون والغشاشون والكاذبون والمنافقون والقتلة وعلا فيها الادنياء وارتفع الأخساء وحكم السفاحون وفاز الدجالون وتقلد المداهنون النياشين والأوسمة .. وفي المقابل الطيبون التزموا الخنادق والكهوف ولاذوا بالجدران يدافعون عن لقمتهم الصعبة واعتزلوا شوارع النجاح القذرة وتجنبوا أوحال الشهرة ومزالق الجاه 0
أما القمم التي تتشدق الآن بالعدل وحقوق الإنسان هي نفسها التي وقعت على أوراق إعدام الشعوب وعلى مذابح الضحايا وعلى محارق المغلوبين بالجمله .. وقد يتسائل الكثير لماذا يستوجب هذا الظلم افتراض آخره؟
لنقول بيقين لأن العطش إلى الماء يدل على وجود الماء وعطشنا إلى العداله أشد .. وهو الدليل القاطع على وجود العدل وهو شعور في داخلنا ممتد منذ ولوجنا إلى هذه الحياه
إن الذي أقام موازين العدل في هذا الكون المحكم الذي لا يستطيع أن يفلت فيه الكترون خارجا عن مداره دون أن يحصل على شحنه تساوي حركته وهو جسيم صغير ألف مليون مره من الهبأه .. ليقول لنا ربنا بهذا المثال البليغ أنه لن يفلت ظالم واحد من موازينه ولو قال ظاهراً أن الدنيا غير ذلك .. فلا بد من تصحيح جميع الموازين
إن قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم << وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين >> تعني أن الأغلبية في هذا العالم هم الكفرة وإن كانت بطاقاتهم الشخصية تقول غير ذلك وأن أغلبهم إلى النار 0
ألم يقل عن الساعة أنها خافضة رافعه أي أنها سترفع الأذلين المبتلين من أهل الدنيا إلى أعلى المنازل وستخفض بالمتكبرين من أهل الجاه إلى الهاوية .. لهذا سماها بيوم الفزع الأكبر
ولكن الأهواء والشهوات التي تسيطر على الكل تعطل التفكير وتصنع مناخاً عاما وقتيا بأن هذه الدنيا هي كل شيء
ليضل الكل سادراً في الغفله حتى تأتي لحظة الموت ولا تعود هناك رجعه
وما أقرب ذلك الموت لنا جميعا
فما تلبث سنوات العمر أن تصبح ماضياً معدوما وما تبقى لنا من أيام العمر مستقبلاً موهوما .. ثم يفاجئنا الموت ولا يبقى شيء يقال
هلا دعا كل منا نفسه لوقفة تأمل قبل أن يرفع يده لترتكب جريمة أو يقسو على إنسان أو يختلس أو يسرق أو يأكل مال يتيم أو يظلم أرمله أو يقتل بريئا ..
ألا يظن أحدنا أن حظه من القوه والجاه والشهرة والمال والعلم والفن مقياس عظمته .. فالله سبحانه وتعالى حينما إمتدح نبيه قال له :<< وإنك لعلى خلق عظيم >> لم يقل جل من قائل إنك لعلى علم عظيم أو فن عظيم أو ثراء عظيم أو جاه أو سلطان عظيم أو شهره عظيمة .. إنما قرن العظمة بالخلق على وجه التحديد وبالخلق وحده 0
ونعلم الآن مبلغ الدقة في هذا التوصيف فنحن نرى الآن علماء لا نشك في درجاتهم العلمية ونعلم مع ذلك أنهم لصوص ومرتشون وانتهازيون ومنافقون وعباد مناصب 0
وأكبر فناني العصر شهرة وأوسعهم أجراً أمثال مادونا وما يكل جاكسون هم أفسدهم سيره وأحطهم أخلاقا وكذلك كان أكثر الفنا نين في كل العصور أمثلة بالغة للفسوق والإنحلال
والثراء دائما ما كان لصاحبه مفسده وكانت الملايين لأهلها مضيعه وكان الجاه غروراً والقوة تسلطاً والنفوذ غطرسه
فلا يصلح أي شيء من السابق ذكره ليكون سببا للعظمة ولا عاصماً لصاحبه من عذاب الآخرة
إن المؤشر الوحيد للعظمة هو حسن الخلق وهو العاصم الوحيد يوم لا ينفع مال ولا بنون .. ويوم أن يقف الإنسان عاريا إلا من عمله
ومن هم أهل الخلق ؟
هم أهل التقوى وهم أصل الخشية لله وهم أهل الدين ..
وهنري برجسون لم يرى للأخلاق منبعا وأصلا سوى الدين في كتابه "الدين منبع الأخلاق "
والمتصوفون جعلوا من الأخلاق محور مجاهداتهم ورياضاتهم ورأوا فيها صراطهم الوحيد الموصل إلى الله بالإضافة إلى العبادة والتوحيدو إتقان العمل كما اتخذوا للنفس المذنبة سلما ترتقي عليه يبدأ بالتخليه << أي التخليه من الذنوب وهجر المخالفات >> ثم التحليه << بالذكر والتسبيح والتزام الطاعات وإتقان العبادات وعمل الصالحات >> ولهم في ذلك أحوال ومقامات ومنازل ومراق تدور كلها حول التحلي والتخلق بمكارم الأخلاق 0
أما الأديان فقد اتفقت جميعا على ضرورة الأخلاق .. وألواح موسى كانت معظمها وصايا خلقيه .. والوصايا العشر في الإنجيل وصايا خلقيه ..والقرآن هو المنهج الخلقي المفصل المحكم والمهيمن عليها جميعا 0
وبدون أخلاق لا إسلام ولو اكتملت الشعائر واتسعت المناظر والمظاهر ..فالتقوى هي جوهر الدين بلا خلاف 0
في حملات الظلم والعدوان على الإسلام والمسلمين التي يقودها الغرب في حملات الحقد والكراهيه لا أرى إلا علواً واستكباراً وعنصرية وكفرا بواحاً ولا أرى مسيحيه على الإطلاق
إن مانراه كل يوم هو صليبيه يهودية لا تؤمن بشيء سوى السيادة لنفسها بأي ثمن وقد تغلغلت هذه اليهودية الصليبية إلى جميع مقاعد صناعة القرار وراحت تتآمر وتفسد وتؤلب الفئات والطوائف والأجناس والأديان بعضها ببعض وتستخدم الآله العسكريه الأ مريكية في إثارة الحروب
يريدون أن يحيلوا الأرض إلى جهنم ولكنهم سوف يكونون وقودها في النهايه ويقول الله سبحانه وتعالى عنهم << إن في صدورهم إلا كبر ماهم ببالغيه >>
أي إنهم لن يبلغوا تلك السيادة التي يخططون لها ولن يتحقق ذلك الكبر والعلو الذي يملأ صدورهم
لو لم تكن هناك آخره لوجب أن توجد فالدنيا هذه استولى عليها المرتشون والغشاشون والكاذبون والمنافقون والقتلة وعلا فيها الادنياء وارتفع الأخساء وحكم السفاحون وفاز الدجالون وتقلد المداهنون النياشين والأوسمة .. وفي المقابل الطيبون التزموا الخنادق والكهوف ولاذوا بالجدران يدافعون عن لقمتهم الصعبة واعتزلوا شوارع النجاح القذرة وتجنبوا أوحال الشهرة ومزالق الجاه 0
أما القمم التي تتشدق الآن بالعدل وحقوق الإنسان هي نفسها التي وقعت على أوراق إعدام الشعوب وعلى مذابح الضحايا وعلى محارق المغلوبين بالجمله .. وقد يتسائل الكثير لماذا يستوجب هذا الظلم افتراض آخره؟
لنقول بيقين لأن العطش إلى الماء يدل على وجود الماء وعطشنا إلى العداله أشد .. وهو الدليل القاطع على وجود العدل وهو شعور في داخلنا ممتد منذ ولوجنا إلى هذه الحياه
إن الذي أقام موازين العدل في هذا الكون المحكم الذي لا يستطيع أن يفلت فيه الكترون خارجا عن مداره دون أن يحصل على شحنه تساوي حركته وهو جسيم صغير ألف مليون مره من الهبأه .. ليقول لنا ربنا بهذا المثال البليغ أنه لن يفلت ظالم واحد من موازينه ولو قال ظاهراً أن الدنيا غير ذلك .. فلا بد من تصحيح جميع الموازين
إن قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم << وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين >> تعني أن الأغلبية في هذا العالم هم الكفرة وإن كانت بطاقاتهم الشخصية تقول غير ذلك وأن أغلبهم إلى النار 0
ألم يقل عن الساعة أنها خافضة رافعه أي أنها سترفع الأذلين المبتلين من أهل الدنيا إلى أعلى المنازل وستخفض بالمتكبرين من أهل الجاه إلى الهاوية .. لهذا سماها بيوم الفزع الأكبر
ولكن الأهواء والشهوات التي تسيطر على الكل تعطل التفكير وتصنع مناخاً عاما وقتيا بأن هذه الدنيا هي كل شيء
ليضل الكل سادراً في الغفله حتى تأتي لحظة الموت ولا تعود هناك رجعه
وما أقرب ذلك الموت لنا جميعا
