إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار. الراوي أبوهريرة.
شاء الله تعالي أن أكون متواجدة بالصدفة مساء الأحد العاشر من أغسطس في مجمع تجاري، في نهاية تجوالي في السوق عرجت إلي محل لشراء بعض الحاجيات الضروريه للمنزل، حملت الأكياس وفي يدي وأنا منذهلة من المبلغ الذي دفعته لشراء بعض الأغراض البسيطة، ظننت أن الموظفة قد أخطأت معي عن دون قصد، وهذه ليست المرة الأولي التي يعتريني هذا الظن والشك!.
خرجت من المجمع مسرعة للعودة لبيتي، ولكن ما حدث استوقفني فقد رأيت رجلاً يشاور بيده لفتاة صغيرة قدرت عمرها مابين سنتين إلي سنتين ونصف ويناديها بصوتٍ عالٍ قائلاً: تعالي تعالي أنا بشتريهم لكِ، أصابتني الدهشة و الحيرة لماذا ينادي هذا الرجل علي الصغيرة؟ هل هي ابنته أم من تكون ؟ ما هي القصة؟تلك الصغيرة وقفت حائرة بين أمها وبين الرجل الذي يناديها كي يحقق لها أمنيتها!.
تعجبت!! وسألت نفسي يا الله هل مازالت الدنيا في خير ؟ وجاءني الجواب لاتزال الدنيا بخير مادام يوجد فيها أناس كثر مثل ذلك الرجل فاعل الخير ، واتضحت القصة لدي فأنتم تعرفون محل الحلويات وما يحويه من أشكال وألوان تجعلنا نحن الكبار نشتهيها وندفع مبلغاً كبيراً ثمن عدد بسيط منها فما بالكم في الصغار؟ الفتاة كانت مع أمها وسارت ببراءتها نحو المحل وقد امتدت يدها لتذوق بعضاً منها دون أن تدري وتعلم أن عليها أولاً الشراء كي تمتلك حق تذوقهم!! فما كان من الأم التي تعرف مسبقاً أسعارها المرتفعة جداً، سوي أن قامت بإمساك الصغيرة من يدها وسحبتها بهدوء من أمام المحل!.
فاعل الخير أو الإنسان الكريم كان حاضراً وشاهداً مثله مثل الآخرين، لكن شهامته دفعته لمثل هذا التصرف، فأراد أن يحقق أمنية تلك الطفلة الغريبة عنه وهذا يدل علي حسن أخلاقه وذوقه وكرمه، فما كان منه إلا أن أصر وألح علي الأم وقام بشراء تلك الحلوي للصغيرة التي حملت كيسها بسرور بالغ وقد لمعت عيناها البريئتين، وقد تحققت أمنيتها أخيراً.
الأم بالطبع شكرت الرجل الكريم كثيراً ومشت بعيداً.
من شدة تأثري بدأت بالدعاء المتواصل له، فجزاه الله خيراً كثيراً، وعوض عليه بأضعاف مضاعفة لما فعله وقد أثر فيني هذا الموقف كثيراً، وحمدت الله وشكرته وقلت لنفسي : ما زالت الدنيا في خير، وكم رائعاً ذلك الإحساس والشعورالإنساني بالرحمة والعطف.
نحمدالله سبحانه وتعالي بما قد فضل علينا ورزقنا من نعمه الكثيرة، وخلق الرحمة في قلوبنا كي نتراحم و لا ننسي الآخرين والمحتاجين وما أكثرهم في هذا الزمان!.
فى انتظار ردودكم الرائعه