مصر 2006
المشهد الاول
نهار خارجى ... احد الكافيتريات المغلقة ... موسيقى هادئة تملا المكان
حسن : يا حبيبتى انا مرتبى 250 جنية بعد الضرايب والمستنقعات .. وبعد الشغل بحاول اعمل اى مصلحة يعنى باصفى فى الشهر حوالى 400 450 ... وما عنديش شقة ومش محوش ولا مليم .... اهلك عمرهم ما ح يوافقوا بيه
احلام : ياحسن يا حبيبى بابا وماما متفاهمين جدا ... وما يهمهمش غير سعادتى ... الفلوس دى آخر حاجة ممكن يتكلموا فيها
حسن : انتى شايفة كده ... ماشى .... حددى لى ميعاد مع باباكى الجمعة الجاية الساعة 6
............ ......... ......... ......... ..
المشهد الثانى
فى منزل احلام ... منزل قديم .... فرش متواضع جدا .. يجلس الاب الذى يبلغ من العمر الثالثة والستين .... وبجواره العم 55 عاما ... والخال 56
الخال : منورنا والله يا استاذ حسن
حسن : ده نورك يا عمى
الاب : فين الشاى يا ام احلام
ام احلام من بعيد : جاية اهه يا ابو احلام
الاب : ها يا ابنى .. ح تدفع كام وتشيل
حسن : اللى تأمر بيه يا عمى
الاب : الامر لله يا ابنى .. احنا مش طالبين كتير .. شقة تمليك فى اى حتة تكون نضيفة .. ومهر 25 الف جنية يا دوب ده احنا ح نحط ادهم مرتين علشان نجيب العفش وانت ح تجيب الاجهزة والسجاد وحاجة المطبخ والستاير والذى منه .. وح تجيب شبكة بزيهم .. طبعا انت عارف ان الدهب غلى يعنى مش ح يجيبوا حاجة بس انت وذوقك بقى .. مش كده والا ايه يا ام احلام
ام احلام : آه يا أخويا دى عفاف بنت خالتها خطيبها جايبلها شبكة بخمسين الف جنية .. ده غير الاجهزة الحديثة اللى جايبهالها معاه وهو جاى من السفر
الاب : اما الفرح فى قاعة صغيرة بس طبعا لازم تساع الحبايب واحنا حبايبنا كتير .. والقايمة والمؤخر طبعا انت سيد العارفين .. وفى الاول والآخريا ابنى .. احنا بنشترى رجالة
حسن : بس يا عمى انا ممعاييش المبالغ اللى حضرتك بتتكلم فيها دى
الاب : اللى ممعهوش مايلزموش يا ابنى .. واحنا فى الاول والآخر بنأمن لبنتنا حياة سعيدة .. امال عايز تاخدها رخيصة والا ايه؟
حسن : يا عمى لو بنتك رخيصة ما كنتش خبطت على بابكم .. وسكك الغلط فى الزمن ده سهلة .. واكتر م الهم ع القلب .. وبعدين احنا ممكن نلم الدور .. وحضرتك عارف ظروف الحياة اللى بنعيشها .. وانت لسه قايل بعضمة لسانك ان كل حاجة غليت .. والظاهر ان الانسان بس هو اللى عمال بيرخص
الاب : قصدك ايه؟
حسن : قصدى يعنى دبلتين .. وشقة قانون جديد على قد الحال .. ومهر ربع جنية .. واجيب انا عفش بيتى على قد فلوسى .. وفرح بسيط مش بهرجة ورقص ومسخرة .. ده احنا بنبتدى مع بعض علاقة نضيفة .. اجيب كمبيوتر اجيب تليفزيون .. اجيب تلاجة صغيرة والا كبيرة .. فى الاول والآخر احنا اللى ح نستعملها .. ولو باظت اكيد انا برضه اللى ح اجيب غيرها مش ح آجى واقولك هاتلى .. وحضرتك ممكن تاخد رايها على الكلام ده
الاب : انت جاى تشتمنى والا ايه ؟ .. احنا ما عندناش بنات تمشى كلامها على ابوها .. الظاهر انك جيت البيت ده غلط
حسن : لا انا طبعا ما جتش غلط .. بس ممكن اكون عايش فى زمن غلط .. مع ناس مش عايشة فيه .. وبعدين هو مش حضرتك مصرى برضه .. يبقى انا ما جتش غلط .. انت اللى قاعد غلط وبتتكلم غلط فى غلط
الاب : احترم نفسك يا ولد
حسن : بلا احترم نفسى بلا نيلة بقى .. احترموا انتوا ظروفنا اللى انتوا حطتونا فيها .. احترموا انتوا دينكم اللى بتعتقدوه وبتعلموهولنا .. احترموا انتوا عقولنا بكلامكم اللى مالوش اى علاقة لا بالعقل ولا بالواقع
الاب : اطلع برة .. ده انا عمرى ما ح اجوزهالك حتى ولو على جثتى
حسن : حتى دى كمان غلط .. ولا تمت للحقيقة بصله .. والحدق يفهم .. سلامو عليكو
............ ......... ..
يخرج حسن من منزل احلام .. يسب ويلعن ويضرب الارض بقدميه .. بعد قليل يدق جرس هاتفه المحمول
حسن : ايوة
احلام : ايه يا حسن اللى انت هببته مع بابا ده
حسن : باباااااااااااا .. انا ماشفتش بابا يا طنط .. انا شفت نخاس بيبيع جارية فى سوق العبيد .. شفت جزار بيبيع معزة للى يدفع اكتر
احلام : ايه يا حسن الكلام ده انت بتغلط فيه .. طب وانا ذنبى ايه .. انا مش عايزة فلوس ولا دهب ولا حتى غسالة عادية .. هاتلى طشت ياحسن .. هاتلى قلة .. مش عايزة غير عشة وانسان احبه ويخاف علية واخاف عليه .. واظن ده من حقى انا مش مراهقة ولا طفلة .. انا عندى اربعة وعشرين سنة ...يعنى اقدر اتحمل مسؤلية قرارى .. واختار الانسان اللى ح يعيش معايا حياتى كلها تحت سقف واحد ... اهىء اهىء اهىء
حسن : خلاص بقى بطلى عياط حقك علية .. معلش انا كمان زعلان من اللى حصل واعصابى مشدودة
احلام : طب وح نعمل ايه دلوقت
حسن : العمل عمل ربنا اللى مايرضيهوش اللى بيحصل ده .. ده حتى حرام وظلم وافترا
احلام : طب ايه رايك يا حسن .. لو اسم نفسى كده وكده .. وتيجى تنقذنى ونتجوز
حسن : لا اااااااا .. انا فى عرضك .. الا ما الحقش انقذك وتروحى فيها .. وبعدين كده تبقى روميو وجولييت .. وانا ما ينفعش انهى القصة عليها .. ستين واحد ح يخش يقولى يا حرامى .. دى نهاية مفقوسة وقديمة حتى اسأل جدو شكسبير
احلام : طب ح نعمل ايه يا حسن؟
حسن : العبى فى دماغ ست الكل مامتك وهيا تظبطلنا الموضوع
أحلام : مش عارفة اكلمها ازاى
حسن : طبعا يسمعها كلمتين حلويييين علشان تتشجع
أحلام : ماما ست الكل انتى من حق محكتيليش حكايتك مع بابا اتعرفتوا ازاى
ام أحلام : والله انا قابلتة فى اتوبيس وكان هو الكمسري واخد من فلوس التذكرة ولما ضحكتلة ادانى الدفتر كله
وبعدين اعرف عليا وجة خطبنى
أحلام : طب يا ماما وهو كان جاهز
أم احلام : ولا كان جاهز ولا كان منيل
اللى فاكراة انه كان محلتوش اللضا
أحلام : طب متخلصيلى الموضوع دة يا ماما
كلمية
دلعية
ظبطى الراجل يا فاطمة يا ست الكل خليكى تخلصوا منى وتستريحوا
بس كدة
ولا يدوق الاكل ولا الشرب ولا هدمة تتغسل ولا فى اى حاجة فى الدنيا والليله دى سودة على دماغة لحد لما اشوفك فى بيت العدل
والزغارييييييييييييييط طبعا فى سرها
أحلام : خلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااص .......يعنى هأتجوز