بسم الله الرحمن الرحيم
مع بداية القرن الجديد تزداد الأبحاث والنقاشات حول سبل تحسين الحياة البشرية
والحفاظ على صحة الفرد ونوعية أدائه. فعلى رغم الثورة التكنولوجية الهائلة
التي اتسم بها هذا القرن وما تعانيه من توفير للجهد البشري وللوقت، فإن سمة
هذا العصر هي ضيق الوقت والسباق مع الزمن. فضغط العمل والرغبة في
الاتصال مع العالم الخارجي وتنويع الأنشطة والهوايات خلق إحساسا لدى الفرد
بأن الوقت سلعة مهمة لا يمكن تعويضها أو شراؤها، والحل يكمن بالتقليل
من ساعات النوم كونها ساعات ميتة! والنمطية السائدة للإنسان الناجح
أن لا يتعب ولا يحتاج لأكثر من ست ساعات نوم... ولا يجرؤ المرء
أن يقول عكس ذلك حتى لا يوصف بالكسل وقلة الطموح!
لكن الأبحاث والدراسات التي صدرت حديثاً تتعارض مع نمط الحياة هذا.
ففي كتاب نُشر أخيراً في الولايات المتحدة للبروفيسور جيم ماس بعنوان
(أعجوبة دواء النوم) يقرع الباحث الأمريكي ناقوس الإنذار
قائلاً: (يجب أن تعطي النوم حقه، والا ستزداد حوادث الموت على
الطرقات والخسارة في ساعات العمل).
وأهم ما يقوله ماس في كتابه أن ساعات النوم أهم حتى من الرياضة والريجيم
لتحسين صحتك ونوعية حياتك، فأنت تتسبب بالكثير من أمراضك بسبب
حرمانك من النوم. ونحن غير مهيئين بيولوجياً للإكتفاء
بساعات نوم قليلة فالمقومة الجينية
(Genetic Blueprint ما قبل التاريخية لم تتطور بالسرعة اللازمة لتواكب
وتيرة حياة القرن العشرين الضاغطة).
ويدعم ماس مقولته بالأرقام، فيقول إن 62 في المائة من الأمريكيين انخفضت
ساعات نومهم عما كانت عليه قبل خمس سنوات، وإن ساعات العمل والمواصلات
ازدادت 158 ساعة سنوياً عما كانت قبل عشرين عاماً، أي ما يعادل شهراً كاملاً من العمل.
أما بالنسبة إلى الأمهات الشابات فقد ازدادت ساعات عملهن بين عمل خارج البيت وداخله
واعتناء بالأطفال ومواصلات حوالي 241 ساعة سنوياً عما كانت عليه العام 1960.
ويتابع ماس نقاشه فيقول: (لنرَ الآثار المدمرة لقلة النوم: حين يحرم المرء
من النوم لبضعة أيام بسبب العمل أو المرض أو لظروف طارئة، يصبح
غير منطقي ومشوشاً ويمكن أحيانا أن يصاب بالهلوسة).
فما هو سر النوم ومهمته السحرية؟
يقول ماس إن النوم يحافظ على ويجدد وينشط خلايا الجسم والدماغ،
وبالتالي يزيد من إنتاجية العمل وصفاء الذهن، وإن الذين ينامون حوالي
8 ساعات يومياً تزداد نسبة إنتاجهم حوالي 25 في المائة.
ويدعم الدكتور ادريان وليامز وجهة نظر ماس، وهو اختصاصي
في مجلس أبحاث اضطرابات النوم في مستشفى سانت توماس في لندن،
ومؤلف كتاب (دكتور، لا أستطيع النوم) ويقول وليامز إن ظاهرة التعب المزمن
التي يشعر بها غالبية الناس لها علاقة بقلة النوم وإن البريطانيين يعانون من
تناقص حاد في نسبة ساعات النوم مثلهم مثل الأمريكيين، وينصح بالقيلولة
بعد الظهر لفترة قصيرة للتعويض عن الحرمان من النوم.
ويؤكد ماس قضية القيلولة ويقول إن شركات أميركية عدة عندها
الآن غرف خاصة للقيلولة، لأن نوم حوالي 10 إلى 15 دقيقة
يمكن أن يؤثر في نشاط الفرد وإبداعه لبقية اليوم. </B></I>
اتمنى ان اكون قد افدتكم
مع بداية القرن الجديد تزداد الأبحاث والنقاشات حول سبل تحسين الحياة البشرية
والحفاظ على صحة الفرد ونوعية أدائه. فعلى رغم الثورة التكنولوجية الهائلة
التي اتسم بها هذا القرن وما تعانيه من توفير للجهد البشري وللوقت، فإن سمة
هذا العصر هي ضيق الوقت والسباق مع الزمن. فضغط العمل والرغبة في
الاتصال مع العالم الخارجي وتنويع الأنشطة والهوايات خلق إحساسا لدى الفرد
بأن الوقت سلعة مهمة لا يمكن تعويضها أو شراؤها، والحل يكمن بالتقليل
من ساعات النوم كونها ساعات ميتة! والنمطية السائدة للإنسان الناجح
أن لا يتعب ولا يحتاج لأكثر من ست ساعات نوم... ولا يجرؤ المرء
أن يقول عكس ذلك حتى لا يوصف بالكسل وقلة الطموح!
لكن الأبحاث والدراسات التي صدرت حديثاً تتعارض مع نمط الحياة هذا.
ففي كتاب نُشر أخيراً في الولايات المتحدة للبروفيسور جيم ماس بعنوان
(أعجوبة دواء النوم) يقرع الباحث الأمريكي ناقوس الإنذار
قائلاً: (يجب أن تعطي النوم حقه، والا ستزداد حوادث الموت على
الطرقات والخسارة في ساعات العمل).
وأهم ما يقوله ماس في كتابه أن ساعات النوم أهم حتى من الرياضة والريجيم
لتحسين صحتك ونوعية حياتك، فأنت تتسبب بالكثير من أمراضك بسبب
حرمانك من النوم. ونحن غير مهيئين بيولوجياً للإكتفاء
بساعات نوم قليلة فالمقومة الجينية
(Genetic Blueprint ما قبل التاريخية لم تتطور بالسرعة اللازمة لتواكب
وتيرة حياة القرن العشرين الضاغطة).
ويدعم ماس مقولته بالأرقام، فيقول إن 62 في المائة من الأمريكيين انخفضت
ساعات نومهم عما كانت عليه قبل خمس سنوات، وإن ساعات العمل والمواصلات
ازدادت 158 ساعة سنوياً عما كانت قبل عشرين عاماً، أي ما يعادل شهراً كاملاً من العمل.
أما بالنسبة إلى الأمهات الشابات فقد ازدادت ساعات عملهن بين عمل خارج البيت وداخله
واعتناء بالأطفال ومواصلات حوالي 241 ساعة سنوياً عما كانت عليه العام 1960.
ويتابع ماس نقاشه فيقول: (لنرَ الآثار المدمرة لقلة النوم: حين يحرم المرء
من النوم لبضعة أيام بسبب العمل أو المرض أو لظروف طارئة، يصبح
غير منطقي ومشوشاً ويمكن أحيانا أن يصاب بالهلوسة).
فما هو سر النوم ومهمته السحرية؟
يقول ماس إن النوم يحافظ على ويجدد وينشط خلايا الجسم والدماغ،
وبالتالي يزيد من إنتاجية العمل وصفاء الذهن، وإن الذين ينامون حوالي
8 ساعات يومياً تزداد نسبة إنتاجهم حوالي 25 في المائة.
ويدعم الدكتور ادريان وليامز وجهة نظر ماس، وهو اختصاصي
في مجلس أبحاث اضطرابات النوم في مستشفى سانت توماس في لندن،
ومؤلف كتاب (دكتور، لا أستطيع النوم) ويقول وليامز إن ظاهرة التعب المزمن
التي يشعر بها غالبية الناس لها علاقة بقلة النوم وإن البريطانيين يعانون من
تناقص حاد في نسبة ساعات النوم مثلهم مثل الأمريكيين، وينصح بالقيلولة
بعد الظهر لفترة قصيرة للتعويض عن الحرمان من النوم.
ويؤكد ماس قضية القيلولة ويقول إن شركات أميركية عدة عندها
الآن غرف خاصة للقيلولة، لأن نوم حوالي 10 إلى 15 دقيقة
يمكن أن يؤثر في نشاط الفرد وإبداعه لبقية اليوم. </B></I>
اتمنى ان اكون قد افدتكم