اضغط هنا لمشاهدة الصورة بحجمها الطبيعي |
ذاتَ مســـــــاءْ
والشمسُ تُـلـمْــلِـــمُ دمعتَـهــا وأشعتَـهـــا
من عمق جميع الأشياءْ
ذاتَ مســـــــــاءْ
والبدرُ يناظرُ طلعتَــه في المرآة ليظهـرَ في زيّ الأمــراءْ
كانت حادثةٌ رائعةٌ ينسجُـهــا قـدَرٌ بتـــأنِّ
من رأس الهمزة للياءْ
قدرٌ يستوفي قصّـتَـه ليُـكوّن إنسانــاً آخــرَ
من أشلاءْ
. . .
وصديقي مشغولٌ عنــي
دخلتْ للمسرح حسنــــــــــــاءْ
عيناهــــا أسطـــورةُ حســـنٍ
تحكي تاريخا من مجدٍ وجمالٍ لفـتَ الأضواءْ
وأنا مشغولٌ مفتونٌ
عينايَ تحيّـي زائرَتي
أهلاً سيدتي الحسنــــــــاءْ
يا حُســنَ الصدفة إذ يأتي
موعدُنـا من غير عَـنــــــــــاءْ
إن كنا ما شئنا شيئاً
هذا لا يعني قدرتنا أن نأبى قدراً قد شـــــــاءْْ
فكأني صرتُ متيَّـمَها أكتمُ في أعماق سكوني
صرخاتِ سؤالٍ ونداءْ
جَمُدت في عيني الأشياءُ وما يتحرك في الأجواءْ
وامتلأت صحرائي مــــــــــاءْ
وانتعشت ذاكرتي أملاً
ترسمها شمساً دافئة
تنسجها أحلاماً بيضاً
ومواطنَ حب خضراءْ
أهلاً سيدتي السمراءْ
وتغادرُ سيدتي المسرحَ تتركني في ذروة ضعفي
دون مواعدتي للقــــــــاءْ
لكن الدنيا ضيقة ٌ
لا تُـوقفُ زحفَ الأحلام ورونقَـها عند الشعراءْ
ذات مساءْ
قدرٌ محتومٌ قد شاءْ
حبُّ مكتوبٌ قد جـــــــــاءْ
هل هذا قدري من صغري
أم هبَـةٌ أم حســنُ جـــزاءْ؟
أيّـاً كانْ
ما أروعَـــهُ!
أيّـاً كانْ
ما أبدعَــهُ!
لن أنسى قدري
وصديقـــي
والمسرح والشمس الخجلى والأجـــــــواءْ
وسأبقى أتذكرُ دومــاً
أنَّ حيــاتي بـدأتْ عنــدي
ذاتَ مســـــــــــاءْ
وتوقـفَ تاريخُ الدنيا عن دورتــه
ذاتَ مســــــــــــــــاءْ
وسأخبــرُ أولادي يومــاً
يـــا أولادي . . .
أنتم جئتم في ذاكرتي ومخيلتي
حين وقعـتُ بحب امرأةٍ
ذاتَ مســــــــــــــاءْ