مكة المكرمة (المملكة العربية السعودية) (ا ف ب) - ينهي من تبقى من 2,3 مليون حاج الاثنين رمي الجمرات في منى في ثالث ايام التشريق في حين اكتظ الحرم المكي بالحجاج الذين يقومون بالسعي وطواف الوداع قبل مغادرة مكة المكرمة في ختام مناسك الحج التي جرت بلا حوادث امنية او صحية.
ويشهد الحرم المكي منذ مساء الاحد اكتظاظ بمئات الاف الحجاج الذين يتوافدون تباعا لطواف الوداع سبعة اشواط حول الكعبة قبيل مغادرتهم مكة. وانهى الحجاج المتعجلون الاحد مناسكهم في حين ينهيها البقية اليوم.
ويقوم الاف من رجال الامن بتنظيم دخول الحجاج وخروجهم الى ومن مكة وللسيطرة على الازدحام الذي يسببه تحرك هذا السيل البشري. وتنقل مئات الحافلات حجاجا حزموا امتعتهم الى مطار الملك عبد العزيز في جدة على البحر الاحمر، للسفر الى بلدانهم.
واعلنت السلطات الصحية في السعودية انها احصت 73 اصابة فقط بين الحجاج بفيروس +اتش1ان1+ بينها خمس وفيات. واوضحت ان اربع وفيات سجلت لدى اشخاص تزيد اعمارهم عن سبعين عاما، وكانوا يعانون جميعا من امراض خطيرة.
وقال سعيد الجمال وهو من الكويت وادى الحج سبع مرات "الحج هذا العام مميز والحمد لله سهل ومريح افضل من السنوات كلها.. هذه السنة رائعة لم نتعب كثيرا.. صحيح كان هناك تخوف من الانفلونزا لكن الله حمى الحجاج".
وذكر ادهم بلتاجي الذي ادى الحج عشر مرات "لم اشعر انه هناك انفلونزا الخنازير البتة. الحج هذا العام افضل من الاعوام السابقة بفضل التطورات الرائعة وابرزها (منطقة) الجمرات حيث لا يوجد اي ازدحام ولا حوادث ولا وفيات كما في السابق". وكان مئات الحجاج توفوا في حوادث في منطقة الجمرات قبل عدة سنوات.
واشار محمود الهباش وزير الاوقاف الفلسطيني الى ان المخاوف من تفشي فيروس اتش1ان1 "تبخرت في موسم الحج الخالي من اية اوبئة ..بالتاكيد هذا يعطي اطمئنان اكبر في المواسم القادمة"، مضيفا ان "موسم الحج هذا هو موسم الانتصار على المخاوف".
وتمت تهيئة 14 مستشفى في منى والمشاعر المقدسة واكثر من 100 مركز طبي بحسب وزارة الصحة، لخدمة الحجاج.
ولم تسجل اي حوادث كبيرة على مستوى الازدحامات او كوارث صحية وامنية كانت تقلق السلطات، خصوصا بفضل الترتيبات الكبيرة ومشاركة اكثر من مئة الف عنصر امن واكثر من 15 الفا من اعضاء الفرق الطبية في العناية بالحجاج.
واعرب الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة ورئيس لجنة الحج المركزية في مؤتمر صحافي في مشعر منى عن ارتياحه لعدم تسجيل "اي مظاهرات او مسيرات" خلال موسم الحج. واشار الامير فيصل الى بناء "شبكة قطارات شاملة في مكة والمشاعر المقدسة تربط جدة بمكة والحرم والمشاعر المقدسة"، على ان تبدأ "بطاقة 37% العام القادم ومن ثم 100% العام الذي يليه". وتبلغ تكلفة مشروع القطار 4،4 مليارات ريال سعودي (مليار و170 مليون دولار).
وخلت شوارع منى نسبيا الاثنين الا من الاف الحجاج الذين ينهون رجم الجمرات الثلاث اليوم ثم يغادرون باتجاه مكة المكرمة قبل الغروب. كما اقفرت الجبال والمرتفعات المحيطة بمنى التي كان يقيم فيها الاف الحجاج في خيام صغيرة وبدا منذ الفجر الاف عمال النظافة بازالة المخلفات التي تركها اكثر من 2,3 مليون.
وشهدت اسواق مكة المكرمة حركة تجارية كبيرة مع اقبال الحجاج على شراء هدايا لتوزيعها على مستقبليهم في بلدانهم بينها بالخصوص الجلابيب الرجالية والنسائية والمسابح والتمور وحاجيات واكسسوارات الاطفال.
وبحسب مصلحة الاحصاء العامة السعودية فان "عدد الحجاج لهذا العام بلغ مليونين و313 الفا و278 حاجا، منهم مليون و613 الفا و965 من الخارج و699 الفا و313 حاجا من داخل المملكة".
وكان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اشاد في كلمة توجه بها السبت الى الحجاج بحسن سير مناسك الحج لهذا العام مشددا على حزم سلطات بلاده في مستوى ضمان امن الحجيج.